وقال البخاري في البيوع بعد رواية فليح عن هلال عن عطاء عن عبد الله بن عمرو في صفة النبي ﷺ، تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة عن هلال، وقال سعيد يعني ابن أبي هلال عن هلال عن عطاء عن ابن سلام، ورواية سعيد ذكرت في تعليق التعليق"١.
وهاك رواية في مسلم ترد على المتخرصين، المتقولين بالباطل على كعب، وأمثاله حول مدى تأثيرهم على الصحابة، فالحق أن الصحابة هم الذين أثروا، وهم الذين رووا، وحدثوا، فقد روى مسلم في صحيحه بسنده "أن أبا هريرة قال لكعب الأحبار: إن نبي الله ﷺ قال: "لكل نبي دعوة يدعوها، فأنا أريد إن شاء الله أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة"، فقال كعب لأبي هريرة: أنت سمعت هذا من رسول الله ﷺ؟ قال أبو هريرة: نعم"٢.
وعلى هذا النحو تمضي الروايات الصحيحة عن كعب، فماذا فيها مما يوجب هذا التقريع كله للصحابة على نقلهم عنه؟ وما جريرة كعب؟ وما ينقم المتهجمون؟ أأن كان يهوديًّا فأسلم فكان ممن يؤتيهم الله أجرهم مرتين؟ ذكره ابن سعد٣ في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: كان على دين