221

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Editorial

(المؤلف)

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Géneros

الحديث الثاني: أخرج ابن حبان في صحيحه عن عبد الله بن عَمروٍ أن رسول الله ﷺ قال: [من كَتَمَ علمًا ألجمَهُ الله يومَ القيامة بلجامٍ من نار] (١).
وله شاهد عن ابن عدي في الكامل بسند صحيح من حديث ابن مسعود ولفظه: [من كتم علمًا عن أهله، أُلجِمَ يوم القيامة لجامًا من نار].
الحديث الثالث: أخرج الطبراني في الأوسط، وأحمد في المسند، بسند حسن عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال: [مثلُ الذي يتعلَّمُ العلمَ ثم لا يحدِّث به، كمثل الذي يَكنِزُ الكنزَ ثم لا يُنْفِق منه] (٢).
وقوله: ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ فيه تأويلان:
التأويل الأول: نهاهم أن يكتموا الحق كما نهاهم أن يلبسوا الحق بالباطل، والتقدير: ولا تكتموا الحق، فيكون معطوفًا على مجزوم، فهو مجزوم مثله.
قال ابن عباس: (قوله: ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾، يقول: ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون).
التأويل الثاني: قوله ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾ خبرٌ منه سبحانه عنهم، وقد جاء منصوبًا بإضمار أن، والتقدير: لا يكن منكم لبس الحق وكتمانه، أي وأن تكتموه.
قال أبو العالية: (كتموا بعث محمد ﷺ).
وأما الحق الذي كتموه وهم يعلمونه فهو نبوة محمد ﷺ وإرساله إلى الناس كافة.
وفي ذلك أقوال متكاملة:
١ - عن ابن عباس: ﴿وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ﴾، يقول: إنكم قد علمتم أن محمدًا رسول الله، فنهاهم عن ذلك).
٢ - عن مجاهد قال: (يكتم أهل الكتاب محمدًا ﷺ) وهم يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل).
٣ - عن السدي قال: (الحقُّ هو محمد ﷺ).

(١) حديث صحيح. رواه ابن حبان في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو ﵁، ورواه الحاكم وقال: (صحيح لا غبار عليه). وصححه الألباني في الترغيب (١/ ١١٧). وانظر للشاهد بعده: صحيح الجامع الصغير- حديث رقم - (٦٣٩٣).
(٢) حديث حسن. أخرجه أحمد في المسند (٢/ ٤٩٩)، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (١/ ١١٨).

1 / 223