220

The Safe Interpretation According to the Methodology of Revelation and Authentic Sunna

التفسير المأمون على منهج التنزيل والصحيح المسنون

Editorial

(المؤلف)

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٧ م

Géneros

اللَّبْسُ في لغة العرب الخلط. قال الرازي: (لَبَسَ عليه الأمر خلط).
ومنه قوله تعالى: ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ [الأنعام: ٩]. وفي الأمر لُبْسَةٌ: أي شبهة، يعني ليس بواضح. وعن ابن عباس: ﴿وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ﴾ يقول: لخلطنا عليهم ما يخلطون).
ومن أقوال أئمة التفسير في ذلك:
١ - عن ابن عباس: (﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾ قال: لا تخلطوا الصدق بالكذب).
٢ - عن أبي العالية قال: (يقول: لا تخلطوا الحق بالباطل، وأدّوا النصيحة لعباد الله في أمر محمد ﷺ).
٣ - عن مجاهد: (﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾ قال: اليهودية والنصرانية بالإسلام).
٤ - عن ابن زيد: (﴿وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ﴾، قال: الحقّ، التوراة الذي أنزل الله على موسى، والباطل الذي كتبوه بأيديهم).
وكلها أقوال متقاربة في المعنى مفادها نَهْيُ بني إسرائيل عن كتمان الحق وإظهار الباطل. وقد حذّر الله أمة محمد ﷺ من تقليد اليهود في تلك الصفة المشينة، وفي ذلك أحاديث من السنة الصحيحة:
الحديث الأول: أخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة بسند صحيح عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: [مَنْ سُئِلَ عن عِلْمٍ فَكَتَمَهُ، أُلجِمَ يومَ القيامة بلجامٍ من نار] (١).
وفي رواية لابن ماجة بلفظ: [ما من رجلٍ يحفظُ علمًا فيكتمهُ إلا أتى يوم القيامة ملجومًا بلجامٍ من نار].

(١) حديث صحيح. أخرجه أبو داود في السنن (٣٦٥٨)، والترمذي (٢٨٠٠). انظر صحيح سنن الترمذي (٢١٣٥)، وصحيح سنن أبي داود (٣١٠٦)، ورواه ابن ماجة وغيرهم.

1 / 222