الطعنة، قالوا: لو قطعتها رجونا أن تبرأ منها. فقال: شأنكم! وأشفق عليه بعضهم فنهاه، فقال: الموت أهون على مما أنا فيه! فاحموا له شفرة (^١) فقطعوها، فيئس من نفسه.
وسمع أخته الخنساء تسأل: كيف كان صبره؟ فقال:
أجارتنا إنَّ الخطوب تريب … علينا وكلًّ المخطئين تصيب (^٢)
فإن تسأليني كيف صبري فإنني … صبورٌ على ريب الزمان أريب
كأني وقد أدنوا لحزٍ شفارهم … من الصبر دامي الصفحتين ركوب (^٣)
أجارتنا لست الغداةَ بظاعنٍ … ولكنْ مقيمٌ ما أقام عسيب (^٤)
فمات فدفن هناك (^٥).
ومنهم:
طريف بن تميم العنبري
وكان قتل يوم مبايض (^٦). وكان طريفٌ قتل شرحبيل أخا بني [أبي] ربيعة ابن ذهل بن شيبان. وكان الفرسان لا تشهد عكاظ إلا مبرقعة مخافة الثؤرة (^٧)، وكان طريف لا يتبرقع كما يتبرقعون. فلما ورد عكاظ قال حمصيصة بن شراحيل