180

The Critique and Clarification in Dispelling the Illusions of Khuzayran

النقد والبيان في دفع أوهام خزيران

Editorial

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

Número de edición

الأولى

Año de publicación

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٢ م

Ubicación del editor

فلسطين

Géneros

الإمام المالكي والمدرس بالجامع الأموي ٥ بسم الله الرحمن الرحيم اطَّلعنا على هذا الكتاب، وعلمنا ما فيه، ونقول: كلٌّ من المتناظرين قد أطال الكلام في غير محلِّ الحاجة، والذي يظهر: أنَّ كلًاّ من المتناظرين لا يقصد بما يقول، إلا أن يغلب مناظرَه، فكان الدُّخولُ بينهم غيرَ جائز، لما أنّ شرط المناظرة: أن يكون القصدُ إحقاقَ الحقِّ، وأن يكون كلٌّ من المتناظرين يحب ظاهرًا وباطنًا أن يكون الحقُّ في جانب مناظره، كما كان عليه السَّلفُ الصّالح (١)، ولذلك نقول -بيانًا للحقِّ في ذاته، بقطع النَّظر عن الانتصار بعده لأحد منهما-:

(١) في آخر «آداب الشافعي ومناقبه» (ص ٣٢٦) تحت عنوان (ثلاث كلمات للشافعيِّ: لم يُسبَقْ إليها، وانفرد بها)، ومن بينها: قوله: «ما ناظرتُ أحدًا، فأَحْبَبْتُ أنْ يُخْطِئ» . قال أبو عبيدة: وقد وقعت بينه وبين الإمام أبي عبيد القاسم بن سَلاّم ما يترجم ذلك عمليًا، فكان الشافعي يقول: إنّ القرء هو الحيض، وكان أبو عبيد يقول: إنه الطهر، فلم يزل كل منهما يقرر قوله، حتى تفرّقا، وقد انتحل كل منهما مذهب صاحبه، وتأثّر بما أورده من الحجج والشواهد، انظر: «طبقات الشافعية الكبرى» (١/٢٧٣)، مقدمتي لـ «الطهور» لأبي عبيد (ص ٣٤-٣٥) .

1 / 180