قال خالد: يجب أن نهرب، هو الحل الوحيد.
فقال أحمد نصر: ابتعد بنا عن الطريق لتتهيأ لنا فرصة للتفكير في مكان آمن . - لا وقت للمداولة ، أريد رأيا صريحا!
فقال علي السيد: امض، يجب أن نهرب، ومن عنده رأي آخر فليتكلم.
وقال مصطفى في جزع: تحرك وإلا ضاع الأمل.
وبكت ليلى فسرت عدواها إلى سنية، عند ذاك التفت رجب إلى سمارة قائلا: إنه إجماع كما ترين.
ولما لم تنبس حرك السيارة وهو يقول: نحن فوق الأرض لا على خشبة مسرح.
انطلقت السيارة في سرعة رزينة وهو يقودها واجما مخشبا وقد غشاهم صمت جنائزي. وأغمض أنيس عينيه ولكنه رأى الشبح الأسود وهو يطير في الهواء. ترى أما زال يتألم؟ ألم يعرف لماذا وكيف قتل؟ أو لماذا وجد؟ أم انتهى إلى الأبد؟ وهل تمضي الحياة كأن شيئا لم يكن؟
استمرت السيارة في انطلاقها حتى وقفت أمام العوامة. غادروها صامتين، وتخلف رجب ليفحص مقدمها. واستقبلهم عم عبده واقفا ولكن لم يلتفت إليه أحد. وتبدت في ضوء المصباح وجوههم الشاحبة المنهزمة. وما لبث أن لحق بهم رجب بوجه متصلب لم ير من قبل.
ولم يعد الصمت يحتمل، فقال علي السيد: ليس بمستحيل أن يكون حيوانا!
فقال أحمد نصر: الصرخة كانت صرخة إنسان. - ترى هل يؤدي التحقيق إلى التعرف علينا؟ - لن نجني من الفكر إلا الأرق.
Página desconocida