.. تزول عن حافظتكم آلهتكم لشدة الهول، ومن ذلك قوله تعالى:
وإذا مسكم الضر
[الإسراء: 67] إلخ.. وقوله جل جلاله:
وظنوا أنهم أحيط بهم
[يونس: 22] إلخ.. قال جعفر الصادق لزنديق: هل ركبت البحر؟ قال: نعم. قال: هل رأيت أهواله؟ قال: نعم.. هاجت يوما رياح هائلة، فكسرت السفينة وغرق الملاحون، وتعلقت ببعض ألواحها، ثم ذهب عنى اللوح فتلاطمت بى الأمواج حتى حصلت بالساحل، فقال جعفر: قد كان اعتمادك على السفينة والملاح واللوح وهل رجوت السلامة بعد ذهابهم؟ قال: نعم.. قال: ممن؟ فسكت، فقال جعفر: إن الله عز وجل هو الذى أنجاك، فأسلم الرجل. وزاده تسلية بقوله.
[6.42]
{ ولقد أرسلنا } رسلا { إلى أمم من قبلك } وكفروا وكذبوهم فلا تضجر من كفر قومك فإن هذه عادة الأمم مع رسلهم، ومن للابتداء، وقال ابن مالك: زائدة، يعنى أن هذا من المواضع التى وردت فيها زائدة من فى الإثبات ولو مع معرفة { فأخذناهم } لتكذيبهم { بالبأساء } الجدب والفقر والخوف والذل { والضراء } المرض والضعف والموت، وبعده يتضرع الحى إن أراد الله به خيرا، وقيل : المراد بهما خوف السلطان، وغلاء السعر، وقيل البأساء القحط والجوع والضراء المرض ونقصان الأنفس والأموال { لعلهم يتضرعون } أى كى يتذللوا إلينا، وعاملناهم بالبأساء والضراء كمعاملة من يرجى تضرعه بالتأديب لأن المصائب سبب للين القلوب والتضرع إلى علام الغيوب.
[6.43]
{ فلولا إذ جاءهم بأسنا } كل من اولا التوبيخية هذه وإذ عائد إلى قوله { تضرعوا } وبخهم على ترك التذلل، وإظهار الضعف والخشوع لله حين مجئ البأساء والضراء، وحذف الضراء لذكره قبل، وهو لمعنى يعم الضراء، وهذا كتمن بحسب حال البشر كافة قبل ليتهم تضرعوا، كما أن قوله
لعلهم يتضرعون
Página desconocida