121

Taysir Matalib

تيسير المطالب في أمالي أبي طالب

Géneros

moderno

عن عطية العوفي، قال: خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري زائري قبر الحسين عليه السلام فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل، ثم اتزر بإزار، ثم ارتدى بآخر، ثم فتح صرة فيها سعد فنثره على بدنه، ثم لم يخطو خطوة إلا ذكر الله تعالى حتى دنا من القبر، فقال عطية إلمسنيه فألمسته فخر على القبر مغشيا عليه، فرششت عليه شيئا من الماء فلما أفاق قال: يا حسين يا حسين يا حسين ثلاثا، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه، ثم قال: وأنى لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أشباحك وفرق بين بدنك ورأسك، فأشهد أنك ابن خير النبيين، وابن سيد الوصيين، وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكسا وابن سيد النقباء وابن فاطمة سيدة النساء، وما بالك ألا تكون هكذا وقد غذتك كف محمد سيد المرسلين وربيت في حجور المتقين، وأرضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام، فطبت حيا وطبت ميتا، غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة لفراقك ولا شاكة في الخيرة لك، فعليك سلام الله ورضوانه، فأشهد أنك مضيت على ما مضى عليه يحيى بن زكريا.

Página 163