لم يتَّخذ ولدا) أَي لم يسم أحدا لَهُ ولدا وأمّا التولد فَمَا لَا يتصوّره عقل (وَلم يكن لَهُ شريك) أَي مشارك (فِي الْملك) فِي الألوهية (وَلم يكن لَهُ وليّ) نَاصِر موَالِيه (من) أجل (الذل) أَي المذلة ليدفعها بمناصرته ومعاونته فَلم يحالف أحدا وَلَا ابْتغى نصْرَة أحد لأنّ من احْتَاجَ إِلَى نصْرَة غَيره فقد ذل لَهُ وَهُوَ القاهر فَوق عباده (وَكبره تَكْبِيرا) أَي عظمه عَن كل مَالا يَلِيق بِهِ تامّا عامّا أَو اعرف وَصفه بِأَنَّهُ أكبر من أَن يكون لَهُ ولد أَو شريك أَو وليّ من الذل (حم طب عَن معَاذ بن أنس) الْجُهَنِيّ وَضَعفه الزين الْعِرَاقِيّ والهيتمي
(آيَة الْإِيمَان) كَلَام إضافي مَرْفُوع بِالِابْتِدَاءِ وَخَبره (حب الْأَنْصَار) أَي عَلامَة كَمَال إِيمَان الْإِنْسَان أَو نفس إيمَانه حب مؤمني الْأَوْس والخزرج لحسن وفائهم بِمَا عَاهَدُوا عَلَيْهِ من إيوائه وَنَصره على أعدائه زمن الضعْف والعسرة (وَآيَة النِّفَاق بغض الْأَنْصَار) صرح بِهِ مَعَ فهمه مِمَّا قبله لاقْتِضَاء الْمقَام التَّأْكِيد وَلَا دلَالَة فِي ذَا على أَن من لم يُحِبهُمْ غير مُؤمن إِذْ الْعَلامَة ويعبر عَنْهَا بالخاصة تطرد وَلَا تنعكس فَلَا يلْزم من عدم الْعَلامَة عدم مَا هِيَ لَهُ أَو يحمل البغض على التَّقْيِيد بالجهة فبغضهم من جِهَة كَونهم أنصار النَّبِي لَا يجامعه التَّصْدِيق (حم ق ن عَن أنس) بن مَالك
(آيَة) أَي عَلامَة (الْمُنَافِق ثَلَاث) أخبر عَن آيَة بِثَلَاث بِاعْتِبَار إِرَادَة الْجِنْس أَي كل وَاحِد مِنْهَا آيَة ولأنّ مَجْمُوع الثَّلَاث هُوَ الْآيَة (إِذا حدث كذب) بِالتَّخْفِيفِ أَي أخبر بِخِلَاف الْوَاقِع (وَإِذا وعد) أخبر بِخَبَر فِي الْمُسْتَقْبل (أخلف) أَي جعل الْوَعْد خلافًا بِأَن لَا يَفِي بِهِ (وَإِذا ائْتمن) بِصِيغَة الْمَجْهُول أَي جعل أَمينا وَفِي رِوَايَة بتَشْديد الْمُثَنَّاة فَوق (خَان) تصرف على خلاف الشَّرْع وَنقص مَا ائْتمن عَلَيْهِ وَلم يؤدّه وَالْمرَاد النِّفَاق العملي أَو الْإِنْذَار والتخويف والاعتياد والاطراد (ق ت ن) فِي الْإِيمَان (عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي الْبَاب الصّديق وَغَيره
(آيَة) بِالتَّنْوِينِ (بَيْننَا وَبَين الْمُنَافِقين) نفَاقًا عمليا (شُهُود) أَي حُضُور أَي ترك حُضُور (الْعشَاء وَالصُّبْح) أَي صلاتهما جمَاعَة فَإِنَّهُم (لَا يستطيعونهما) لِأَن أَحدهمَا ترك لطعم النّوم ولذته وَالْآخر شُرُوع فِي النّوم وفترته وَلَا يُؤثر ذَلِك الكسلان الْمُنَافِق وَإِذا قَامُوا إِلَى الصَّلَاة قَامُوا كسَالَى يراؤن النَّاس وَهَذِه حَالَة الْمُنَافِقين وأمّا المخلصون المتمكنون فِي إِيمَانهم فتطيب لَهُم هَذِه المشاق لتوقعهم الدَّرَجَات الْعلَا واستلذاذهم المتاعب لذَلِك تَتَجَافَى جنُوبهم عَن الْمضَاجِع يدعونَ رَبهم خوفًا وَطَمَعًا (ص عَن سعيد بن الْمسيب) بِفَتْح الْيَاء عِنْد الْأَكْثَرين وتكسر على قلَّة (مُرْسلا) وَسَببه أَنه يَوْمًا الصُّبْح فَقَالَ أشاهد فلَان قَالُوا لَا فَقَالَ فلَان قَالُوا لَا فَذكره
(آيتان) تَثْنِيَة آيَة (هما قُرْآن) أَي من الْقُرْآن (وهما يشفيان) الْمُؤمن وتنزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء (وهما مِمَّا يحبهما الله) بِدَلِيل أَنه أنزلهما من كنز تَحت الْعَرْش وَالْقِيَاس يُحِبهُ الله أَو يُحِبهَا إِذْ التَّقْدِير وهما من الشَّيْء الَّذِي أَو الْأَشْيَاء الَّتِي وَالظَّاهِر أَن التَّثْنِيَة من تصرف بعض الروَاة وهما (الْآيَتَانِ من آخر) سُورَة (الْبَقَرَة) وَقد ورد فِي عُمُوم فضائلهما مَا لَا يُحْصى وَالْقَصْد هُنَا بَيَان فضلهما على غَيرهمَا والحث على لُزُوم تلاوتهما وَفِيه ردّ على من كره أَن يُقَال الْبَقَرَة أَو سُورَة الْبَقَرَة بل السُّورَة الَّتِي يذكر فِيهَا الْبَقَرَة وَفِيه أَن بعض الْقُرْآن أفضل من بعض خلافًا للْبَعْض (فر عَن أبي هُرَيْرَة) ضَعِيف لضعف إِبْرَاهِيم بن يحيى
(ائْتِ الْمَعْرُوف) أَي افعله (واجتنب الْمُنكر) أَي لَا تقر بِهِ وَالْمَعْرُوف مَا عرفه الشَّرْع أَو الْعقل بالْحسنِ وَالْمُنكر مَا أنكرهُ أَحدهمَا لقبحه عِنْده (وَانْظُر) أَي تأمّل (مَا يعجب أُذُنك) يَعْنِي الَّذِي يَسُرك سَمعه
1 / 12