فصل الحاء:
الإحاطة: إدراك الشيء بكماله ظاهرا وباطنا١، والاستدارة بالشيء من جميع جوانبه، ذكره الراغب٢. وقال أبو البقاء احتواء الشيء على ما وراءه ويعبر بها عن إدراك الشيء على حقيقته. ا. هـ. وقال ابن الكمال٣: الإحاطة بالشيء علما أن يعلم وجوده وجنسه وقدره وصفته وكيفيته وغرضه المقصود به وما يكون به ومنه وعليه، وذلك لا يكون إلا لله تعالى.
الاحتراز: التحفظ.
الاحتراس: الإتيان في كلام يوهم خلاف المراد بما يدفعه٤.
الاحتمال: لغة: العفو والإغضاء وإتعاب النفس في الحسيات ونحو ذلك، وفي اصطلاح الفقهاء يستعمل بمعنى الوهم والجواز فيكون لازما، وبمعنى الاقتضاء والتضمين فيكون متعديا، نحو يحتمل أن يكون كذا، واحتمل الحال وجوها كثيرة.
الاحتياط: فعل ما يتمكن به من إزالة الشك واحتاط للشيء طلب الأحوط، الأخذ بالأوثق من جميع الجهات، ومنه قولهم افعل الأحوط يعني افعل ما هو أجمع لأصول الأحكام وأبعد عن شوائب التأويل.
الإحداث: إيجاد شيء بعد أن لم يكن هبه عرضا أو جوهرا، وإحداث الجوهر ليس إلا لله.
الإحراق: إيقاع نار ذات لهب في الشيء ومنه استعير أحرقني لومه إذا بالغ في أذاه بلوم٥ وقال الحرالي: الاحتراق ذهاب صورة الشيء وروحه ذهابا وحيا بإصابة قاصف لطيف يشيع في كليته فيفنيه.
الإحرام: لغة: إدخال الإنسان نفسه في شيء حرم عليه به ما كان حلالا له، وعرفا نية الدخول في النسك.
الإحسان: إسلام ظاهر يقيمه إيمان باطن
يكمله إحسان شهودي، قاله الحرالي. وقال الراغب: فعل ما ينبغي فعله من المعروف وهو ضربان أحدهما الإنعام على الغير، والثاني إحسان في فعله، وذلك إذا علم علما محمودا، أو عمل عملا حسنا، ومنه قول علي كرم الله وجهه: الناس أبناء ما يحسنون أي منسوبون إلى ما يعلمون ويعملون٦. وإحسان الشيء عرفانه وإيقانه. وقد فسر الشارع الإحسان بأن تعبد الله كأنك تراه٧.
الإحصاء: التحصيل بالعدد من لفظ الحصا لأنهم كانوا يعتمدونه في العدد كاعتمادنا فيه على الأصابع٨.
الإحصار: لغة: المنع من المضي لأمر والحبس، وشرعا: منع المضي في أفعال الحج سواء كان المنع ظاهرا كالعدو، أو باطنا كالمرض. والحصر لا يكون إلا في الباطن٩.
الإحصان: أن يكون الإنسان بالغا عاقلا حرا مسلما دخل بامرأة كذلك١٠ بنكاح صحيح.
_________
١ التعريفات، ص١٠.
٢ المفردات، ص١٣٦.
٣ هو المولى الفاضل أحمد بن سليمان بن كمال باشا المتوفى سنة ٩٤٠هـ، وله كتاب التعريفات زاد فيه على تعريفات الجرجاني زيادات مفيدة. وذكر هوستما في كتالوجه لمخطوطات بريل في ليدن مخطوطتين في التعريفات ينسبهما إلى أحمد بن كمال باشا. غير أن فيليب حتى قد ذكر في كتالوجه لمجموعة جاريت التي اقتنت هاتين المخطوطتين "جامعة برنستون ١٩٣٨م". خطأ نسبتهما إلى أحمد بن كمال باشا، ونسبهما إلى الشريف الجرجاني. ومرة أخرى فإن الفضل في حفظ هذا العمل يرجع إلى الإمام المناوي وتوقيفه.
٤ انظر التعريفات ص١٢.
٥ المفردات ص١١٤.
٦ المفردات، ص١١٩.
٧ والحديث: "الإحسان إن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" رواه مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر ﵁. وانظر التعريفات ص١١.
٨ المفردات ص١٢١.
٩ وانظر المفردات ص١٢٠.
١٠ أي عاقلة حرة مسلمة، انظر التعريفات ص١٠.
1 / 40