56

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Géneros

[لقمان: 20]، وأما النعمة الظاهرة فبعثة الأنبياء وإنزال الكتب، وأحكام الشرائع وتوفيق قبول دعوة الرسل، وإجابة الحق واتباع السنة واجتناب البدعة وانقياد النفس لأوامر الشرع ونواهيه والثبات على قدم الصدق ولزوم العبودية، والنعمة الباطنة فإن الله تعالى أنعم على أرواحهم في بداية الفطرة بإضافة رشاش نوره لقوله صلى الله عليه وسلم:

" إن الله خلق الخلق في ظلمة، ثم رش عليهم من نوره فمن أصابه ذلك النور فقد اهتدى ومن أخطاه فقد ضل "

فكان فتح باب صراط الله إلى العبد رشاش ذلك النور وأول الغيث رش ثم ينسكب، فالمؤمنون ينظرون بذلك النور المرشوش إلى مشاهدة الغيب وينظرون الغيث ويستغيثون: { اهدنا الصراط المستقيم } [الفاتحة: 6]، وهو { صراط الذين أنعمت عليهم } [الفاتحة: 7]، بجذبات ألطافك وفتحت عليهم أبواب فضلك ليهتدوا بك إليك فأصابوا بما أصابهم منك بك { غير المغضوب عليهم ولا الضآلين } [الفاتحة: 7]، قال الواحدي: { غير المغضوب عليهم } [الفاتحة: 7]، بالمخالفة والعصيان { ولا الضآلين } [الفاتحة: 7]، عن السنة.

قلت: هم الذين أخطأهم ذلك النور حين رش عليهم من نوره فضلوا في تيه هوى النفس، وتاهوا في ظلمات الطبع والتقليد فغضب عليهم من اليهود ولعنهم بالطرد حتى لم يهتدوا إلى الشرع والتحقيق، ودفعوا عن الصراط المستقيم عن المرتبة الإنسانية التي خلق فيها الإنسان في أحسن تقويم ومسخوا قردة وخنازير صورة ومعنى أيضا، { غير المغضوب عليهم } [الفاتحة: 7]، بالخذلان { ولا الضآلين } بالنسيان لما وقعوا عن الصراط في سير البشرية مشوا بشرك الشرك كالنصارى فاتخذوا الهوى إلها

قالوا إن الله ثالث ثلاثة

[المائدة: 73]،

نسوا الله فنسيهم

[التوبة: 67]، وأيضا { غير المغضوب عليهم } بالغيبة بعد الحضور والمحنة بعد السرور، والظلمة بعد النور نعوذ بالله من الحور بعد الكور { ولا الضآلين } في الفسق والفجور.

{ غير المغضوب عليهم } [الفاتحة: 7]، بالرجوع عن الصراط المستقيم فنودوا: (وأهدوهم إلى سواء الجحيم)، { ولا الضآلين } [الفاتحة: 7]، عن كرم الكريم ورحمة الرحيم بالإعراض عن الدين القويم، المحرومين عن القلب السليم وجنات النعيم باستحقاق العذاب الأليم، غير المغضوب عليهم بالاحتباس في المنازل والانقطاع عن القوافل، ولا الضالين بالصدور عن المقصود. وفصل في { آمين } والتائبين سنة بعد ولا الضالين كان في الصلاة وخارج الصلاة، روى وائل بن حجر رضي الله عنه قال:

" سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ { غير المغضوب عليهم ولا الضآلين } [الفاتحة: 7]، " آمين، خفض بها صوته "

Página desconocida