414

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Géneros

{ حرمت عليكم } [النساء: 23]، الآية فيها كلها إشارات إلى نهي التعلق ومنع التصرف في الأمهات السفليات، والمتولدات من أوصاف الإنسان وصفات الحيوان وأخلاق السوء، وترك الشهوات الدنيوية واللذات الحيوانية والتمتعات الجسمانية، والاجتناب عن المكائد الشيطانية، والإيذاءات السبعية، فإن تزكية النفس بالاحتراز عن هذه الآفات والمتعلقات، وتصفية القلب منها موجبة للتحلية بالأخلاق الروحانية والأوصاف الربانية، { إن الله كان غفورا } [النساء: 23] يستر بأنوار غفرانه ظلمات الصفات الإنسانية، التي تتولد من تعرفات الحواس في المحسوسات عند الضرورات بالأمر لا بالطبع، { رحيما } [النساء: 23] فيما اضطرهم من التصرفات بقدر الحاجة. الضرورية.

[4.24]

{ والمحصنت من النسآء } [النساء: 24]، إشارة في الآية: إن الله تعالى حرم المحصنات من النساء وهن: ذوات الأزواج على الرجال؛ عفة للحصانة وصحة النسب ونزاهة لعرض الرجال عن خسة الاشتراك في الفراش علو الهمة، فإن الله يحب معالي الأمور ويبغض سفاسفها، وقال تعالى: { إلا ما ملكت أيمنكم } [النساء: 24]؛ يعني: ما ملكتم بالقوة والغلبة على أزواجهن من الكفار، واقتطاعهن من حيز الاشتراك وإفساد نسب الأولاد وتخليطه، ولهذا أوجب الشرع فيها الاستبراء بحيضة { كتب الله عليكم } [النساء: 24]؛ أي: كتب الله في الأزل الاجتماع بهن بعد قضاء أوطار أزواجهن منهن، كقوله تعالى:

كان ذلك في الكتاب مسطورا

[الإسراء: 58]، أو كما كان حال النبي صلى الله عليه وسلم مع زينب - رضي الله عنها - قال الله تعالى:

فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها

[الأحزاب: 37]، وفيه إشارة أخرى وهي: إن قد قدرنا أن في قوله تعالى:

ولا تنكحوا ما نكح ءابآؤكم من النسآء

[النساء: 22]، إشارة إلى نهي التعلق والتصرف في السفليات التي هي الأمهات المتصرفة فيها آباؤكم العلوية، فهي في الحقيقة الدنيا وما يتعلق بها، { والمحصنت من النسآء } [النساء: 24]؛ وهي الدنيا بهذه المناسبة معطوفة عليها، لا تتعلقوا وتتصرفوا في شيء من الدنيا وهي محصنة بملكية الغير، { إلا ما ملكت أيمنكم } [النساء: 24] منها بطريق صالح، { كتب الله عليكم } [النساء: 24]؛ أي: لما كتب الله عليكم التصرف فيها، كقوله تعالى:

وكلوا واشربوا ولا تسرفوا

Página desconocida