Tawilat
التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي
Géneros
هدى الله هو الهدى
[البقرة: 120]، من يهدي فلا مضل له و
من يضلل الله فلا هادي له
[الأعراف: 186]، ثم قال تعالى: { وتكتمون الحق وأنتم تعلمون } [آل عمران: 71]؛ يعني: لا يمكن أن تكتموا الحق وأنتم تعلمون حقيقة؛ لأن ظهور الحق يقتضي زهوق الباطل، كما قال تعالى:
وقل جآء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا
[الإسراء: 81].
ثم أخبر عن فساد اعتقادهم بقوله تعالى: { وقالت طآئفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا } [آل عمران: 72]، الإشارة في الآيات: إن الحسد وإن كان مركوزا في جبلة الإنسان ولكن له اختصاص بعالم يتعلم العلم؛ ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء، ويجعله وسيلة لجمع المال ولحصول الجاه والقبول عند أرباب الدنيا، فيحسد على كل عالم أتاه الله تعالى حكمة فهو ينشرها ويفيد الخلق، كما قال صلى الله عليه وسلم:
" لا حسد إلا في اثنتين: رجل أتاه الله تعالى مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل أتاه الله تعالى حكمة، فهو يقضي بها ويعلمها "
أي: لا حسد كحسد الحاسد على هذين الرجلين، وكان حسد أحبار اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم من هذا القبيل، حتى قالت طائفة من أهل الكتاب وهي أخبارهم لأتباعهم: { آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا } [آل عمران: 72]، { وجه النهار } [آل عمران: 72]، مكرا وخداعا { واكفروا آخره لعلهم يرجعون } [آل عمران: 72]؛ يعني: المومنين على النبي صلى الله عليه وسلم وعن دينه حسدا على ما أتاه الله من فضله، وقالوا هذا المعنيين:
أحدهما: تشكيك المؤمنين في أمر النبي صلى الله عليه وسلم ودينهم.
Página desconocida