وولاية من له الولاية منهم ومن يولى منهم عليه واسم الإيمان كما ذكرنا بجمعهم والخطاب وإن جمعهم فى الظاهر فإنه يخص بعضهم دون بعض فى الباطن وقوله تعالى:
@QUR013 «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون» [1] وكل المؤمنين القائمين بما افترضه الله عليهم@QUR04 يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويركعون فى الظاهر وقد نص الله على ولاية من وصفه بهذه الصفة ودل بها عليه فلو حمل ذلك أيضا وعلى ظاهره لرجع إلى المعنى الذي بينا فساده ولكن الصلاة والزكاة كما بين ذلك فى كتاب الدعائم من الإيمان ومما يوجبه وهما[2] مفروضتان مع سائر الفرائض على الأئمة وعلى كافة المؤمنين ولكن المراد هاهنا بالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون الأئمة صلى الله عليهم وسلم لأنهم هم@QUR05 الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة بالحقيقة ظاهرا وباطنا فأما فى الظاهر فإن الصلاة الظاهرة التى هى الركوع والسجود والقيام والقعود والتشهد أفضلها ما كان فى جماعة ومنها ما لا يجزى إلا كذلك كصلاة الجمعة والعيدين ولا تكون جماعة إلا بإمام فالأئمة هم@QUR03 الذين يقيمون الصلاة بالحقيقة وإيتاؤهم الزكاة هو أن العباد قد تعبدوا بدفع ما يلزمهم منها إليهم وتعبدوهم بإيتائها من تجب له وصرفها فى وجوهها فهم الذين يؤتون الزكاة بالحقيقة من يستحقها وركوعهم طاعتهم لله ولرسوله والصلاة فى الباطن هى الدعوة فهم صلى الله عليهم وسلم يقيمونها والمال فى الباطن هو العلم وإخراج الزكاة منه فى الباطن هو إخراج ما أوجب الله على أهله الذين هم أئمة دينه أن يبذلوه لمستحقه.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لكل شيء زكاة وزكاة العلم نشره» فهم المقيمون الصلاة والمؤتون الزكاة والراكعون بالحقيقة ظاهرا أو باطنا وإياهم عنى الله بذلك.
وقد روت العامة أن هذه الآية نزلت فى على صلى الله عليه وسلم وذلك قالوا إنه تصدق بخاتمه على سائل مر به وهو راكع.
وقد جاء فى كتاب الدعائم عن محمد بن على صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن قول الله:@QUR06 «إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا» من عنى بالذين آمنوا فقال إيانا عنى بذلك، وأنه سئل عن قوله تعالى:@QUR04 «يا أيها الذين آمنوا» فى مواضع كثيرة من القرآن من
Página 64