Mensaje de los acontecimientos y las tempestades

Ibn Shuhayd Ashjaci d. 426 AH
2

Mensaje de los acontecimientos y las tempestades

رسالة التوابع والزوابع

Investigador

بطرس البستاني

Editorial

دار صادر للطباعة والنشر

Número de edición

الثانية

Año de publicación

١٤١٦ هـ - ١٩٩٦ م

Ubicación del editor

بيروت - لبنان

إلى غير ذلك. فقلت: كيف أوني الحُكم صبيًا، وهز بجدعِ نخلة الكلام فاساقط عليه رُطبًا؛ أما إن به شيطانًا يهديه، وشيصباناَ يأتيه وأقسم أنَّ له تابعة تُنجدُه، وزابعة تؤيدّه، ليس هذا في قدرة الإنس، ولا هذا النفس لهذه النفس. فأما وقد قُلتها، أبا بكرٍ، فأصِخ أسمعك العجب العُجاب: كنت أيّام كُتاب الهجاء، أحِنُّ إلى الأدباء، وأصبُو إلى تأليف الكلام؛ فاتبعتُ الدَّواوين، وجلستُ إلى الأساتيذ، فنبض لي عِرقُ الفهم، ودرَّ لي شريانٌ العلم، بموادَّ روحانية، وقليلُ الالتماح من النظر يزيدني، ويَسييرُ المطالعةِ من الكتب يُفيدُني، إذ صادف شنٌّ العلم طبقة. ولم أكُن كالثلجِ تقتبس منه نارًا، ولا كالحمار يحملُ أسفارًا. فطعنت ثُغرة البيان دراكًا، وأعلقتُ رجل طيره أشراكًا، فانثالث لي العجائب، وانهالت عليَّ الرغائب. وكان لي أوائِل صبوتي هوى اشتدَّ به كلفي، ثم لحقني بعد مَلَلٌ في أثناء ذلك المَيل. فاتفق أن مات من كنتُ أهواه مدَّة ذلك المَلَل، فجَزِعتُ وأخذتُ في رثائه يومًا في الحائرِ، وقد أُبهمت علي أبوابُه،

1 / 84