الجنة أنتم وآباؤكم) . وروى الطبراني من حديث أنس نحوه وزاد (١٨٤ \ أ) فيه: (أن يقال لهم في المرة الرابعة: ادخلوا ووالديكم معكم، فيثب كل طفل إلى أبويه فيأخذون بأيديهم، فيدخلونهم الجنة. فهم أعرف بآبائهم وأمهاتهم يومئذ من أولادكم الذين في بيوتكم) .
وخرج الإمام أحمد والنسائي من رواية قرة (١) (أن رجلا كان يأتي النبي ﷺ، ومعه ابن له. فقال له: أتحبه؟ قال: أحبك الله كما أحبه. فمات ففقده فسأل عنه، فقال: أما يسرك أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته عندها (٢) . يسعى ليفتح لك - زاد الإمام أحمد - فقال رجل: له خاصة أم لكلنا؟ قال: بل لكلكم) .
وخرج الطبراني من حديث ابن عمر نحوه، ولكن قال فيه: فقال له النبي ﷺ: (أو ما ترضى أن يكون ابنك مع ابني إبراهيم يلاعبه تحت ظل العرش؟ قال: بلى يا رسول الله) .
وفي المعنى أحاديث كثيرة جدا. وقد كان الصحابة يرجون ذلك عند موتهم، كما روي عن أبي ذر أنه لما حضرته الوفاة بكت أم ذر فقال لها: أبشري ولا تبكي؛ فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة، فيصبران ويحتسبان فيريان النار أبدا) . وقد مات لنا ثلاثة من الولد (٣) .
_________
(١) قرة بن إياس المزني.
(٢) في السنن: عنده.
(٣) رواه الحافظ أبو موسى المديني كما في التسلية للمنبجي / ٩٧، وأخرج الحديث دون القصة أحمد في المسند ٥ / ١٥٣، ١٥٩، ١٦٤، وابن حبان في صحيحه رقم ٧٢٢ (موارد) .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الأشتر عن أم ذر قالت: لما حضرت أبا ذر ﵁ الوفاة بكيت. فقال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي أنه لا يد لي بتكفينك. . . الخ ١ / ١٧٠ وأخرجه من الطريق نفسه أحمد في المسند ٥ / ١٥٥، ١٦٦ وفيه: فقال: أبشروا سمعت رسول الله ﷺ يقول: ما من امرأين مسلمين فذكره. وأخرج أبو نعيم أيضا من طريق عبد الله بن خراش قال: رأيت أبا ذر رضي الله تعالى عنه بالربذة ... فقلت له: إنك امرؤ ما يبقى لك ولد. فقال: الحمد لله الذي يأخذهم في دار الفناء ويدخرهم في دار البقاء ... الخ ١ / ١٦١.
1 / 11