195

Consuelo de los consejos y adorno de las asambleas - Parte 1

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Géneros

والجنان الغامرة، فإن ذلك متاع قليل، وجناب وبيل، مرجعه إلى زوال، وتملكه إلى انتقال.

وعن قليل يسفر الصباح، ويحيعل الداعي إلى الفلاح، ويحمد المؤمن التقي غب السرى (1)، وينجلي عن المنافق الشقي غيابات الكرى (2)، ويرى أن ما كان فيه من النعيم الزائد، والزبرج الجائد، إلا (3) كسراب بقيعة (4)، أو حلم يقتضيها سويعة، ويتجلى الجليل لحسابه، وتتهيأ ملائكة العذاب لأخذه وعقابه، ويرى سيده عتيق الأول، وابن صهاك الزنيم الأرذل، في الدرك الأسفل، والعذاب الأطول، مصفدين مقرنين، يستغيثان فلا يغاثان، ويناديان فلا يجابان، كلما سدت عليهما سبل المسالك استغاثا بخازن النار: يا مالك يا مالك، نضجت منا الجلود، يا مالك أثقلتنا القيود.

إذا أراد الله أن يحل بأهل النار أليم عذابه، ووخيم عقابه، أمر ملائكة العذاب بفتح كوة من سجنهما، فيتأذى أهل النار من ريحهما ونتنهما، شرابهما حميم، وعذابهما مقيم، وأشياعهما من حولهما في السلاسل يسحبون، وبالمقامع يضربون، وفي النار يسجرون، وفي العذاب محضرون، يقولون: (ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون) (5)، فيجابون: (اخسؤا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم)

Página 222