وفاعله: فاض. ومفعوله: مفضوض. ومصدره: الفض. وفي حديث يروى عن النبي صلى الله عليه أنه قال لنابغة بني جعدة، وقد أنشده شعره: لا يفضض الله فاك، قال: فيقال: إنه عمر حتى أدرك ابن الزبير، وله أكثر من مائة سنة، ولم يسقط له سن؛ لدعوى النبي ﷺ.
وأما قوله: ودج دابته، يدجها، فمعناه: قطع عرقها، وهو الذي يسمى: الودج. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: ودّج دابته بالتشديد، وهو خطأ، إلا أن يراد به مرة بعد أخرى، فيشدد للتكثير. وتقول العامة أيضًا في الأمر: ودِّج دابتك، وأودِجها، وهو خطأ. وإنما هو: دِج دابتك، كما يقال: زِن وعِد من الوزن والوعد.
وكذلك قوله: وتَدَ يتِد، وتِدَه إنما ذكره؛ لأن العامة تقول: قد أوتد وتده بألف، / وتفتح التاء من الوَتِد وهو خطأ. وكذلك تقول في الأمر: أوتِد وَتَدَك بألف. وإنما هو: تد وتدك. والفاعل منه: واتد، على فاعل. والمفعول: موتود على مفعول. والوتد معروف، وهو عود مثل سكة الحديد، يؤتد في الحائط للثياب وغيرها، وتوتد الأوتاد حول الخيمة، فتشد إليها الأسباب. ويقال للرجل الجالس منتصبًا: كأنه وَتِد واتد. وللقرن المنتصب: واتد. وكل منتصب كذلك: واتد. وأنشدوا للراجز:
رأت على الماء جذيلًا واتدًا ولم يكن يخلفها المواعدا
وقال أبو داود:
بكرت له أذن توجس حرة وأحم واتد
والوتد: أصله بالتاء والكسرة، كما ذكر ثعلب، إلا أن من العرب من يقول: الود، طلبًا للتخفيف؛ وذلك أنهم أسكنوا التاء، كما يسكنون الثاني من مثل: فخذ وكبد، ثم قلبوا التاء دالًا، لتقارب مخرجيهما، فادّغموا أحدهما في الآخر، فقالوا: ود، ولو حولوا
1 / 89