وأما قوله: غاظني الشيء يغيظني، وقد غظتني يا هذا، فهو من الغيظ، الذي يجده الإنسان في قلبه، من غضب أو موجدة أو نحو ذلك. كما قال الله ﷿: (عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ). ومعناه معروف. وفعله المستقبل: يغيظ، بفتح أوله. واسم فاعله غائظ. ومفعوله: مغيظ. وقال الله ﷿: (لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ). ويُروى لطرفة:
يداك يد خيرها يرتجى وأخرى لأعدائها غائظة
وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: أغاظني، بألف، وهو خطأ.
وأما قوله:/ نفيت رديء المتاع، ألفيه نفيا، فالنفي معروف؛ وهو تنحية الرديء عن الجيد، من كل شيء، من الدنانير والدراهم والأمتعة والدواب والناس. وإنما ذكره؛ لأن العامة تقول: أنفيت، وهو خطأ. يدل عليه قولهم للمفعول: منفي ونَفِي. وفاعله: ناف. ومصدره: النفي. وفي الحديث: "البكر بالبكر جلد مائة ونفي عام". ويقال للرجل الدعي، المنفي: نفِي، والنفِي: ما يترشش من ماء الدلو والحبل، على ظهر المستقي. قال الراجز:
كأن متنيه من النفي من طول تشرافي على الطوى
مواقع الطير على الصفى
فهذا كله يدل على أنه بغير ألف. والنفاية اسم لرديء المال وكل شيء.
وأما قوله: زوى وجهه عني يزويه إذا قبضه، فقد فسره هو. يقال: زويته فانزوى،
1 / 86