وقد مدح الله من لا يشهد أعياد الكافرين، ولا يحضرها (1)، قال تعالى: { والذين لا يشهدون الزور ... } (2) فمفهومه أن من يشهدها ويحضرها يكون مذموما ممقوتا؛ لأنه يشهد المنكر ولا يمكنه أن ينكره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان) (3).
وأي منكر أعظم من مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم ومواسمهم، ويصنع كما يصنعون من خبز الأقراص، وشراء البخور، وخضاب النساء والأولاد، وصبغ البيض، وتجديد الكسوة، والخروج إلى ظاهر البلد بزي التبهرج، وشطوط الأنهار.
وهم أذلة تحت أيدينا، ولا يشاركون، ولا يشابهوننا (4) في أعيادنا، ولا يفعلون كما نفعل! فبأي وجه تلقى وجه نبيك غدا يوم القيامة؟! وقد خالفت سنته. وفعلت فعل القوم الكافرين الضالين أعداء الدين!
فإن قال قائل: إنما نفعل ذلك لأجل الأولاد الصغار والنساء؟
Página 18