El Sufismo Islámico y el Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Géneros
وأما الذين غلطوا في المعنى فإنما غلطوا بدقيقة خفيت عليهم حتى ظنوا أن أوصاف الحق هي الحق. وهذا كله كفر؛ لأن الله تعالى لا يحل في القلوب، ولكن يحل في القلوب الإيمان به، والتوحيد له، والتعظيم لذكره.
ثم يقول في اللمع أيضا متحدثا عن الفناء: «هو فناء رؤيا العبد في أفعاله لأفعاله.»
ويقول الهجوري واصفا الفناء: «بأنه فناء إرادة العبد في إرادة الله، لا فناء وجود العبد في وجود الله.»
ذلك هو الفيصل بين المتصوفة وخصومهم؛ فالفناء الصوفي هو فناء معنوي، لا فناء مادي كما توهم المتوهمون.
يقول القشيري في باب الفناء: «ومن استولى عليه سلطان الحقيقة حتى لم يشهد من الأغيار لا عينا ولا رسما ولا طللا يقال: إنه فني عن الخلق وبقي بالحق.»
ثم يقول: «وفناؤه عن نفسه وعن الخلق بزوال إحساسه بنفسه وبهم، فإذا فني عن الأفعال والأخلاق والأحوال، فلا يجوز أن يكون ما فني عنه من ذلك موجودا، وإذا قيل فني عن نفسه وعن الخلق، فنفسه موجودة والخلق موجودون، ولكنه لا علم له بهم ولا به. وقد نرى الرجل يدخل على ذي سلطان فيذهل عن نفسه وعن أهل مجلسه هيبة، حتى إذا سئل بعد خروجه من عنده عن أهل مجلسه لم يمكنه الإخبار بشيء.»
وهو فناء إجلال وحب إذن، لا فناء عين، فناء القلب المستغرق في أنوار الجلال الإلهي عما سواه.
ويروي الشعراني في الطبقات عن الشيخ عبد الرحمن الطفسونجي وهو يشرح حال المراقبة: «والمراقبة لعبد راقب الحق بالحق، وتابع المصطفى
صلى الله عليه وسلم
في أفعاله وأخلاقه وآدابه. والله - عز وجل - قد خص أحبابه وخاصته بأن لا يكلهم في شيء من أحوالهم إلى نفوسهم ولا إلى غيره، فهم يراقبون الله تعالى ويسألونه أن يرعاهم.
Página desconocida