El Camino de los Hermanos de la Pureza: Introducción al Gnosticismo Islámico
طريق إخوان الصفا: المدخل إلى الغنوصية الإسلامية
Géneros
سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم ...
24
وفي هذا يقول إخوان الصفا في الرسالة 40: «فمن مواهب الله الجزيلة وعطاياه الجميلة لبعض عباده، التي خص بها قوما دون قوم، هي الحكمة البالغة كما ذكر بقوله: ... ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ...
25
يعني به علم القرآن خاصة، وتفسير آياته ومعاني أسراره ... حيث يفسر قوم آيات الله على خلاف ما هو معناه، كما فسروا الاستواء بالجلوس والتمكن على العرش، والرؤية بالنظر إلى الجسم المشار إليه، وبالسمع والبصر فسروا الأعضاء الإلهية، وفسروا الكلام بالنطق والحروف، وبالنزول الانتقال من السماء السابعة إلى السماء الدنيا، وغير ذلك من الآيات التي لا يعرف تأويلها إلا الله والراسخون في العلم، وهؤلاء هم الذين يعلمون ويعرفون تأويل آياته وأسراره، ويقولون: آمنا به، كل من عند ربنا، فهذا قول الحكماء الربانيين والعلماء المتفلسفين» (40: 3، 344).
وقد عني رسول الله
صلى الله عليه وسلم
منذ بداية الدعوة بشرح وتفسير آيات القرآن لأصحابه. وهم القرشيون الذين نزل القرآن بلغتهم ولهجتهم، وما عرفوا قصد الحق من بعض التعابير والآيات، ورأوا فيها رموزا وإشارات تتطلب الرجوع إلى النبي من أجل بيان تأويلها. ولما كان النبي عارفا بكل بواطن القرآن وظواهره، فقد كان يفسر آياته على وجهين، الأول: ظاهري يتعلق بمستوى فهم العامة، والثاني : باطني يتعلق بمستوى فهم الخاصة. لهذا يروى عنه قوله: «إن للقرآن ظهرا وبطنا، ولبطنه سبعة أبطن.» ولهذا فقد بث في صحابته المقربين تأويلات للكتاب لم يظهرها للعامة. ويروى عن عبد الله بن عباس أنه قال في الآية 12 من سورة الطلاق:
26 «لو فسرت هذه الآية كما سمعتها من رسول الله لرجمتموني.» ويروى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «ورثت من رسول الله علمين، الأول: بثثته فيكم، والثاني: لو بثثته لقطع مني هذا البلعوم.» وقال ابن عباس: «لو فسرته لكنت فيكم الكافر المرجوم.»
وقد بقي هذا العلم الباطني متوارثا في الخاصة من الأجيال الأولى للمسلمين، يدارونه ويحجبونه إلا على من هو أهل له. وفي هذا يقول الإمام الشيعي السادس جعفر الصادق، مقتبسا عن الإمام علي، كرم الله وجهه: «إن ها هنا - وضرب على صدره بيده - لعلوما جمة لو وجدت لها حملة.» ويروى عن ابنه موسى الكاظم، الإمام السابع لدى الاثني عشرية، بيتان من الشعر تتداولهما حلقات الصوفية إلى يومنا هذا:
Página desconocida