اللَّه بعد السماوات والأرض، والثاني أن يكون المعنى: ملء ما شئت من شيء ويقدّر مملوءًا بحمدك، وإن لم يكن موجودًا. ثم أورد وجوهًا تقوي المعنى الأول. وختم الوجه الثاني في المسوّدة (٤١/ أ) بقوله: "هذا تقرير شيخنا. قلت: وفيه نظر، إذ قوله: "وملء ما شئت من بعد" يحتمل بعدية الزمان وبعدية المكان المغايرة، أي ما شئت غير ذلك. والبعدية مستعملة فيهما". ثم ضرب على هذه العبارة، فبقي تقرير الوجه الثاني دون إشارة إلى أنه من كلام شيخ الإسلام، ودون التعقيب عليه.
وفي الموضع الثاني (٢٤٢) ذكر المؤلف اختلاف الناس في معنى كون حمد اللَّه سبحانه يملأ السماوات والأرض وما بينهما، وأن طائفة ذهبت إلى أن ذلك على وجه التمثيل. ثم كتب في مسودته (٤١/ أ): "وكان شيخنا ﵀ يرى أنه لا يحتاج إلى هذا التكلف، بل الحمد يملؤها حقيقة". ثم ضرب على هذه العبارة واستكمل استدلال الطائفة الأولى، ثم قال: "والصواب أنه لا يحتاج إلى هذا التكلف البارد، فإن ملء كل شيء يكون بحسب المالئ والمملوء". ثم أورد استعمالات وشواهد عديدة ليخلص إلى أنه حقيقة في بابه.
المقدمة / 48