اختارت الوقت الذي لا يوجد فيه بالفندق. وعندما يدك زلزال الأرض دكا فماذا يهم التحقيق أو المحقق! وقد يستشف العجوز وراء أسئلتك دافعا أهم من حب الاستطلاع، ولكن كيف تحذر الحر والنيران تشتعل في ملابسك؟ - هل تكلمت عن الإحسان إلى سريقوس. - مجرد إحسان طبعا. - هذا هو المعقول. - لماذا؟ - علي سريقوس غير مقنع كرجل. - أتحيط علما بهذه الأسرار؟ - ليس كل رجل يصلح. - لكنني عشت أضعاف أضعاف حياتك. - لعلك تشك في سلوك المرأة؟ - لم أقل ذلك. - أنت إذن واثق من أمانتها؟
غض العجوز بصره في حزن. وصمت مليا. ثم قال: أنا لا أشك في سلوك المرأة، ولكنني متأكد من ذلك!
انظر كيف تتكشف عوالم من الفزع تحت سطح أملس من التراب: إذن فهي امرأة آثمة؟ - نعم، ويا للأسف! - وعرفت ذلك من قبل مصرع صديقك؟ - نعم، راحة باله كانت أهم عندي من الحقيقة. - ألم تصرح بآرائك في التحقيق؟ - طبعا! - صرحت بالعلاقة الآثمة التي بينها وبين علي سريقوس. - علي سريقوس! أنا لا أفكر في علي سريقوس.
آه .. هل وقع في مصيدة؟ - كنا نناقش موقفه. - لكننا تحدثنا بعد ذلك عن المرأة. - باعتبارها الطرف الآخر. - كلا، هنالك رجل آخر.
تعال. الجحيم يسع أكثر من رجل! - رجل آخر؟ - زوجها السابق.
وهو يسترد روحه: الرجل الذي باعها؟ - كانت مجرد صفقة لها ما بعدها . - ولكن كيف عرفت ذلك؟ - رأيته أكثر من مرة يتسلل إلى بيت أمها وهي هنالك.
ها هو الجحيم يعود أفتك نيرانا. - وأخفيت الأمر؟ - لو أبلغته المرحوم لقتلته. - وقد قتل رغم ذلك. - نعم ويا للأسف! - كيف سمح لها بتلك الزيارات؟ - إيغاله في الشيخوخة أنساه كل شيء حتى سوء الظن. - وقلت ذلك في التحقيق؟ - قلته. - حققوا معهما؟ - ثبت أن الرجل كان خارج القاهرة ليلة الجريمة. - هذا لا يمنع من أن يكون مدبرها. - بلى، ولكن التحقيق انتهى بإطلاق سراحهما. - كيف؟ - عندهم الأسباب. - لعلهما استغلا الخادم بمكر فائق؟ - أو أي أحمق سواه.
وهو يزدرد ريقه: وربما كانت مجرد ظنون لا تقوم على أساس. - ربما. - لكنك قلت إنك متأكد! - مغالاة بعض الشيء في التعبير. - عدنا من حيث بدأنا!
وهو يهز رأسه في حزن: قلبي يحدثني بأن ظنوني صادقة. - ولعله لا توجد علاقة بين الخيانة وبين الجريمة؟ - ربما، وإلا كيف أطلق سراحهما؟ - على أي حال فقد أدى علي سريقوس لهما خدمة لا تقدر بثمن. - إذا كان هو القاتل. - ألا تعتقد أنه القاتل؟ - كل شيء محتمل. - أحيانا يخيل إلي أنك لا تصدق ذلك؟ - لم لا، ألا تذكر حديثي عن صبي البقال؟ - لعله القاتل إذن؟
تنهد قائلا: أعتقد أن القاتل سيقتل ولو بعد حين.
Página desconocida