فقصد الاسكندر من أرض المغرب أرضهم على تلك من حالهم، فورد على ما وقع تمناه فقويت منيته على نصب الحرب لدارا، فاتفق له أن وثب بدارا بعض حماة ظهره، فرماه من ورائه فقتله. فعندها إستولى الاسكندر على مملكة فارس وأذاع القتل في العظماء والأشراف، وعم المدائن والحصون بالتخريب. ثم تفرغ لتتبع كتب دينهم وعلومهم فاحرقها بعد أن نقل ما كان منها من الفلسفة والنجوم، والطب والحراثة من لسان الفارسية إلى اليونانية والقبطية، وبعث بها إلى الاسكندرية، فعندها علم أردشير أنه لا يوصل إلى بث العدل في الرعية وضبطهم بفنون السياسة حتى يكون ملكهم واحدا، فيكون هو المؤلف بين قلوبهم والباعث لهم على ما فيه سلاحهم، فأنتصب لبث الكتب فيمن قرب منه من ملوك الطوائف فكان ذلك بداء تدبيره، ثم ما زال يجدد لكل وقت ما يلايمه من التدبير حتى طهر مملكة ايران شهر من ملوك الطوائف بقتل تسعين ملكا منهم.
وأحدث أردشير من المدن عدة منها أردشير خره وبه أردشير وبهمن أردشير وأشأ اردشير ورام أردشير ورامهرمز أردشير وهرمز أردشير وبود أردشير ووهشت أردشير وبتن أردشير. وأما أردشير خره فهي مدينة فيروزاباد من أرض فارس، وكانت تسمى كور، وكور وكار إسمان للوهدة والحفرة لا للقبر واللحد، والفرس لم تعرف القبور وإنما كانت تغيب الموتى في الدهمات والنواويس، ثم نقل علي بن بويه إسمها إلى فيروزاباد، وأما به أردشير فإسم لمدينتين إحداهما بالعراق وأخرى بكرمان. فأما التي بالعراق فهي إحدى مدن المدائن السبع وموضعها على غربي دجلة وقد عرب لفظها فقيل بهرسير وأما التي بكرمان فعربوا لفظها على مثال آخر فقالوا بردشير. وأما بهمن أردشير فإسم لمدينة على شاطى ء دجلة العورا بأرض ميسان، والبصريون يسمونها بإسمين أحدهما بهمنشير والآخر فرات ميسان.
Página 37