وادي لبن: يصب فيه عن يمينه على نحو ثلاثة أميال من مصبه بالسيق، وفي هذا الوادي بالقرب من مصبه «عين لبن» الشهيرة، يشرب منها معدنو الفيروز في وادي إقنة إذا جفت عين إقنة، وتبعد عن مغاور الفيروز نحو ساعتين.
ووادي المكتب: وهو واد قصير، يأتي السدرة من المرتفعات التي تطل على فيران، ويصب فيه على نحو ميلين من مصلب لبن، وهو في طريق السويس إلى وادي فيران كما سيجيء، وعند مصبه بالسدرة في جنبه الغربي محطة قديمة للقوافل، وهناك صخور رملية عليها كتابات بالنبطية واليونانية والعربية، وأكثرها بالنبطية، وقد سمي هذا الوادي بالمكتب نسبة لها، وترى بين هذه الكتابات رسوما غير متقنة الصنع، تمثل رجالا مسلحين وعزلا عن السلاح، وجمالا محملة وغير محملة، وخيولا بفرسان أو بلا فرسان، ووعولا وغزلانا، ومراكب وصلبانا، وأنجما وغيرها.
وقد ظنها كوسماس السايح الهندي الذي زار سيناء سنة 535م أنها من آثار بني إسرائيل عند مرورهم بسيناء، ولكن مباحث العلماء المحدثين دلت أن النبطية من آثار تجار النبط الوثنيين، وترجع إلى 200 أو 300ق.م، وأما اليونانية والعربية فهي آثار حجاج النصارى من اليونان والعرب في القرون الأربعة الأولى للمسيح، أما الكتابة العربية الوحيدة التي عثرت عليها هناك، فهي هذه مكتوبة بأحرف كوفية: «يا رب ارحم واغفر آثام عبدك الواله عبد الله»، وتحتها: «ارحم يا الله سعيد يوحنا.»
وسيأتي الكلام عن النبط وتاريخهم وآثارهم في سيناء في فصل خاص.
ووادي إقنة: يأتي السدرة من الشمال الشرقي، ويصب فيه على نحو ميلين من مصب المكتب، وهو واد قصير، لا يزيد طوله على ثلاثة أميال، وفي رأسه عين تنسب إليه، يشرب منها معدنو الفيروز في وادي المغارة، وعند مصبه بوادي السدرة قبر للشيخ سليمان من الصلاح، بناه حديثا ربيع بن جمعة القراشي.
ولوادي إقنة فرع يدعى «وادي قني»، يصب فيه قبل مصبه بالسدرة بنحو 200 متر، وعن يمين هذا الوادي ويساره جبل الفيروز، وفيه مغاور كثيرة يستخرج منها الفيروز، لذلك سمي أيضا «بوادي المغارة»، وهناك صخور هيروغليفية وصخور نبطية يأتي ذكرها تفصيلا، وميناء هذا الوادي ميناء أبو رديس كما مر.
شكل 4-5: وادي إقنة.
ووادي الشيخ:
هذا الوادي ووادي فيران واد واحد، وله رأسان: «وادي الدير» المار ذكره الناشئ من جبل المناجاة، «ووادي اللجاة» الناشئ من جبل كاترينا، وهما واديان قصيران يلتقيان عند مقام النبي هارون، ومنه يسير الوادي باسم وادي الشيخ شمالا بغرب نحو عشرة أميال، فيخترق الجبل الأحمر عند الوطية، ثم يسير منها جنوبا بغرب نحو عشرين ميلا إلى مضيق بين جبلين يدعى «بويب فيران»، فيأخذ اسم وادي فيران، ويسير متعرجا غربا بين جبلين من الغرانيت الأحمر، وفروعه تصب فيه عن اليمين والشمال، إلى أن يصب في الخليج عند سهل القاع.
وقد سمي القسم الأعلى من الوادي بوادي الشيخ نسبة إلى «الشيخ صالح»، المشهور أيضا بالنبي صالح المدفون على جنبه الأيمن على نحو ستة أميال من الدير، وله قبة تزار، يزوره البدو مرة كل سنة في أول الصيف قبيل زيارتهم جبل موسى، ويذبحون له جملا، ولكن ليس منهم من يعرف له أصلا ولا تاريخا، وهم يقولون: إنه من الصحابة، وقد ظن بعضهم أنه جد الصوالحة من سكان الجزيرة الحاليين.
Página desconocida