Historia de Napoleón Bonaparte: 1769–1821
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Géneros
عندما عرف قسوس جبل سينا بوجوده في جوارهم أرسلوا إليه وفدا ليسأله أن يدون اسمه في سجلهم عقيب علي وصلاح الدين وإبراهيم ... إلخ، فلم يرفض نابوليون سؤالهم هذا ونزل عنده بطيبة خاطر، في أثناء ذلك كان الجزار باشا قد استولى على قلعة العريش في سوريا، إلا أن نابوليون الذي كان فكر منذ زمن في حملة على تلك المقاطعة عزم عند ذلك على تنفيذ مقصده، كان نبأ فوز الجزار قد تناهى إليه في السويس، فأسرع بالعودة إلى القاهرة ليأخذ الكتائب التي يحتاج إليها في غزوته، وبعد أن وثق من خضوع هذه العاصمة، ترك مصر ودخل إلى آسيا، كانت الصحراء تمتد على مدى بصره، فاجتازها على جمل؛ لأن الجمال تتحمل الحر والتعب أكثر من الجياد، إلا أن الجنود كانوا قد ضلوا في مطارح تلك الصحراء، وأضناهم العطش والتعب حتى أوشكوا أن يموتوا في وسط الطريق، فقال لهم بونابرت: «لا يحق لكم أن تتذمروا وتقنطوا. أيها الجنود، تعلموا أن تموتوا بشرف.»
على أن الشظف والأوجاع الجسدية أوشكت أحيانا أن تدب الفوضى والتمرد في الجنود، ولقد حدث لأحد الجنود الفرنسيين على رمال الصحراء المحرقة؛ أن يتخلى لقواده بألم عن بعض نقاط من الماء الموحل أو عن ظلال بعض الجدران القديمة، كما أنه نازعهم بعد ذلك، في وسط الجليد في روسيا، زاوية موقد مشئوم أو فلذا مبعثرة من جواد. ذات يوم، وقد شعر القائد العام حرارة الشمس تنهكه نهكا، قيض له بنعمة وافرة أن يضع رأسه في الظل تحت بقايا باب محطم، قال: «لقد منحت هناك منحة عظمى.» وفيما كان يزحل برجله بعض الحجارة، اكتشف جوهرة علق عليها العلماء أهمية كبرى، وسلمها نابوليون إلى أندريوسي، ثم استرجعها منه لينعم بها على جوزيفين. جرى ذلك الاكتشاف الجميل بين خرائب بلوز.
2
بينما كان نابوليون زاحفا إلى سوريا للبحث عن الجيش التركي عزم على دفع هجماته ضد السلطة الإنكليزية إلى أبعد من ذلك، فقد قصد أن يحمل على الهند عن طريق فارس، ولقد كتب إلى تيبو سائيب
3
هذه الرسالة: «إنك ولا ريب علمت بوصولي إلى شواطئ البحر الأحمر مع جيش كثير العدد شديد البطش، ملء رغبته أن ينقذكم من نير إنكلترا.
إنني أرغب إليك أن تحيطني علما بالموقف السياسي الذي يحيط بكم، وأرغب أيضا أن ترسل إلى السويس أو إلى القاهرة الكبرى رجلا ماهرا اكتسب ثقتك يتاح لي أن أتفاوض معه.»
بقيت هذه الرسالة من غير جواب؛ ذلك لأنها كتبت في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني عام 1799، وبعد مدة قصيرة سقطت سلطة تيبو سائيب.
وصل بونابرت إلى أمام العريش في منتصف شهر شباط، وسلمت هذه القلعة في السادس عشر من هذا الشهر بعد انكسار المماليك انكسارا تاما، وبعد ستة أيام فتحت غزة أبوابها. عندما وصل بونابرت قرب القدس سئل عما إذا كان يرغب في المرور بتلك المدينة، فأجاب بحدة: «لا! إن القدس لم تنزل في قائمة أعمالي، لا شأن لي مع قوم من الجبليين في طرق صعبة المسالك، فلا أريد أن أثير علي خيالة كثيرة العدد، ولا أطمع في بخت كاسيوس.»
4
Página desconocida