مشيعا مظرفا ... مطوقا مقنعا
معبلا محجلا ... مكحلا مشرعا
منعما معطرا ... ملطفا مسرعا
ومادتهم من الهند والسند والحبشة وديار مصر ومأكولهم الخبز وأدمهم السمك. غاية عمل نسائهم القفاع ورجالهم تبيع العطر والقنبار. وبناء دورهم مربعة كل دار وحدها طبقتين الأسفل منهما مخازن والأعلى منهما مجالس، وبناؤهم بالحجر والجص والخشب والملح والجص
فصل
اختفت الكلاب فيها بالنهار وذلك إنّ كلبا كلب فأكل بعض أولاد البرابر فاستغاثت المرأة البربرية إلى رضي الدين المعتمد محمد بن علي التكريتي فأمر المعتمد بقتل كل كلب في عدن فقتل في اليوم خمسة وعشرون كلبا وهرب الباقون إلى رؤوس الجبال وبطون الأودية. وسكنوا طول النهار ويخرجون في الليل يدورون البلد بالليل، وذلك في سنة أثنين وتسعين وخمسمائة يأكلون ما يجدونه مرميا في السناديس لان سناديس القوم على وجه الأرض كما قال أبن عباد الرومي:
بريين القطاط بغير نفع ... ليأكلن الذي يرمين سقطا
فبهن قبور أولاد الزواني ... إذا اسقطتهن لثمن قطا
ولم يظهر بمكة كلب بالنهار بل يأوون في الجبال، وتأوى الكلاب في الكوفة بالنخيل وفي مقدشوه بالمقابر، وأما كلاب عدن فنعوذ بالله من عضهم لأنهم رجعوا سما ناقعا لقلة شربهم الماء وإذا حصل لهم ما لا يكون مالحا وهو اشد من كل شديد.
ذكر وصول المراكب إلى عدن
1 / 53