وما زالوا يظهرون عنده على ذلك شبها، ويغرونه بالقوم ظلما وسفها، وحرصا إلى أموالهم وشرها (1)، حتى غلبوا صبره، وأوغروا صدره (2)، وقالوا له يوما إنا وترنا أعظم الترة، وأصبنا بالمصيبة الظاهرة غير المستترة، فأقر عيون أعياننا، وأعطنا أجناد الأندلس لنقتلهم بإخواننا، فقال ليس هذا من شأني، ولا آخذ البريء بذنب الجاني، وكيف أجري هذا المجرى، والله يقول " ولا تزر وازرة وزر أخرى" (3).
فأعادوا الرغبة حتى أيأسهم، وأظهر أنه يكره مجلسهم، فقاموا عنه غير راضين، وما زالوا على الإيحاش له ماضين (4)، حتى احتجب عن الناس، وبالغ في الاحتراس، وأجلس أحد بنيه للأحكام وهو حدث معجب (5)، وعذيق لا مرجب (6)، فساءت الأحوال، وابتدأ الزلزال (7)، ورحل الحاضر
Página 82