17-6 ) كلها عليها شارات فرعونية وصور آلهة مصرية، وكذلك المصنوعات الزجاجية (شكل
17-7 ) تشابه المصنوعات الزجاجية المصرية.
شكل 17-4:
معصرة زيت قديمة بالقرب من أمريت.
شكل 17-5:
آنية من الفضة محلاة بزينة مصرية.
شكل 17-6:
قرط فينيقي وجد في جزيرة سردانية.
وقد كان لتأثير التمدن الآشوري والكلداني موازنة وقتية مع التمدن المصري، ولكنه لم يزله بالمرة، ولم يتوصل للحلول محله بل نشأ عن ذلك التوازن اختلاط غريب في الأشكال والصور المأخوذة عن هذين التمدنين العظيمين اللذين كانا متناظرين يتنازعان المقام الأسمى في بلاد المشرق، فلما كان الفتح المقدوني بعد ذلك جاءت فنون الفاتحين اليونانيين وطرائقهم الفنية على أثر ما قد سبقها من الصنائع والفنون، ثم بقيت هي دون غيرها وتناسى الناس صنائع المصريين والآشوريين، فلم يكن للفينيقيين قط فنون وطنية خاصة بهم متأصلة فيهم؛ لأنهم اقتصروا في كل عصر على تقليد أعمال الأمم التي تحكمهم، فكانوا يصطنعون على الطراز المصري أو الآشوري المتوسط أيام كانت حكومة بلادهم في أيدي المصريين أو الآشوريين، فلما حكمهم اليونان ثم الرومان حاكوا الصنائع اليونانية، وكانت أعمالهم حينئذ من الطراز الغير الجيد. (5) الصناعة الفينيقية والكلام على الأرجوان
لذلك لم يشتهروا عند عموم السلف إلا بكونهم من أهل التجارة والملاحة، ولا صحة لما زعمه البعض من أنهم أول من اصطنع الزجاج؛ لأن المصريين كانوا يعرفونه قبلهم بزمان طويل ولكن الفينيقيين جعلوا طرق اصطناعه سهلة بسيطة، وهم أول من اصطنع زجاجا بلا لون ينفذ النور منه قليلا بدلا من الزجاج الملون الغير الشفاف، الذي كانت تصطنعه مصر وتصدره إلى الخارج، وكانت مصوغاتهم ومطرزاتهم وأقمشتهم الملونة مرغوبا فيها في كل مكان، وكان أرجوانهم مشهورا في الدنيا كلها ومضى زمان طويل ولا يعرف أحد من الأمم كيف يكون تركيبه.
Página desconocida