السنة الثالثة عشرة من دولة السلطان الملك الظاهر وهي سنة احدى وسبعين وستمائة
دخلت هذه السنة والخليفة وملوك الطوايف على القاعدة المقررة في السنة الخالية ومولانا السلطان بالشام.
متجددات الأحوال في هذه السنة
قد تقدم لنا في السنة الخالية عود مولانا السلطان إلى دمشق من حصن ابن عكار ولما حل ركابه السعيد بها ، امر أن يكتب كتاب إلى القاهرة بالافراج عن عز الدين أيبك انجيبي الصغير ، وعن الأمير عز الدين أيد مر الحلي العزيزي ، فورد الكتاب يوم الإثنين ثامن عشر المحرم فافرج عنهما .
ذكر عود مولانا السلطان إلى مصر
توجه مولانا السلطان على خيل البريد، وفي صحبته الأمير بدر الدين بيسري وجمال الدين آقوش الرومي ، وسيف الدين جرمك الناصري ، [ وجبرك ، السلاح دار ، وسنقر الألفي السلاح دار ، وعلم الدين شقير مقدم البريد] ، يوم الأحد سابع عشر المحرم ، فوصل إلى القلعة يوم السبت ثالث عشرين المحرم ، وكان قد وصل إلى بلبيس يوم الخميس فكسر فيها يوما في بعض البساتين ثم أسرى فوصل الجبل الأحمر في أثناء الليل ، فأقام يوم الجمعة وليلة السبت وقصد أن يوافي موكب ولده الملك السعيد يوم السبت بالميدان . فلما علا النهار سأل عن احركة السلطان الملك السعيد ، فقيل له ما ركب ، فدخل القلعة غفلة ، فقام إليه أحدالبوابين لينزله عن فرسه وقال له : " ما يدخل راكب إلا مولانا السلطان" ، فأماط اثنامه فعرفه ، فأقام إلى الليلة المسفرة عن صباح يوم الجمعة التاسع والعشرين منه ، فتوجه إلى دمشق في الجماعة الذين جاءوا معه ، فدخل قلعتها في الليلة المسفرة عن صباح يوم الثلاثاء رابع شهر صفر المبارك.
Página 51