توفي في العشر الأوسط من ذي الحجة بدمشق ، ودفن بتربته التي أنشأها عند حمام الفلك المسيري بطريق كفرسوسية ، ومولده سنة سبع وستماية . كان اشتغل في الطب على والده ، وأتقن علم النجامة وعرف شيئا من الهندسة ، وأتقن علم الحساب . وكان فاضلا بارعا ، قرأ النحو على الشيخ موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش النحوي الحلبي [ المعروف بابن الصايغ] وعلى الشيخ الإمام تاج الدين احمد بن الجبراني الحلبي بحلب ، واشتغل بدمشق على جماعة من الاطباء والفضلاء .ا وكان والده في خدمة الأمير سيف الدين علي بن قليج النوري بحلب طبيبأ بعلوم ا وتوفي والده واستمر هو في خدمة الأمير سيف الدين إلى أن خرج الأمير سيف الدسين من حلب سنة اثنتين وثلاثين ، فخرج صحبته ، وما زال في خدمته إلى أن فارقه وخدم الملك المنصور ناصر الدين إبراهيم بن الملك المجاهد ، صاحب حمص ، وما زال في خدمته ورسله إلى حلب ، ثم رسله إلى الديار المصرية إلى الملك الصالح نجم الدين فوصل إليه وأقام في خدمته إلى أن توفي الملك المنصور ، فولاه الملك الصالح نظر الاسكندرية . ثم انتقل إلى خدمة الملك الناصر بعد موت الملك الصالح إلى دمشق افاستخدمه واجرى عليه راتبا ، ولم يزل في خدمته إلى أن انقضت الدولة الناصرية . ولي في آيام التتر - خذلهم الله - نظر الديوان بدمشق ، ولما ملك المسلمون دمشق أجروه على النظر ، واستمر في الدولة الظاهرية صاحب ديوان إلى أن توفي في التاريخ المذكور .
Página 50