Historia de la Bahía de Alejandría y el Canal de Mahmudiyya
تاريخ خليج الإسكندرية القديم وترعة المحمودية
Géneros
واتحاد وجهة أعمال هذه المرحلة مع التي قبلها لم يؤيده الإدريسي فحسب - كما سبق القول - بل أيدته أيضا الأعمال التي أمر السلطان الظاهر بيبرس بمباشرتها في المرحلتين، وذلك في سنة 662 و664ه (1263 و1265م).
أما المرحلة السالفة فيلوح أن هذا السلطان لم يفعل شيئا سوى أن طهر الجزء الواقع بين شابور والنقيدي، بينما يقول المقريزي أنه طهر بين أعمال أخرى الترعة بين النقيدي وفمها، وبالتالي القسم الواقع تماما بين هذه القرية الأخيرة وشابور وهي التي طهرها السلطان الظاهر بيبرس.
ورب سائل يسأل: هل تم تطهير جزء المرحلة الواقع بين النقيدي ونقطة الاتصال بالمرحلة التي ذكرناها؟ والجواب على ذلك صعب جدا لعدم وجود شيء يمكن الاستناد إليه.
أما آثار الأعمال التي تمت في عهد هذا السلطان فلدينا عنها الأدلة الآتية: (1)
بعض الأبنية التي أقامها في قرية الضهرية الحالية التي يجب أن يكون حقيقة اسمها الظاهرية، والقائمة قرب فمها والتي قال بصددها المرحوم جورجي بك زيدان في كتابه (تاريخ مصر الحديث): إن هذا السلطان هو الذي بناها، وكان الأجدر به أن يقول: إنه أطلق عليها اسمه بعد أن أقام فيها تلك الأبنية، وإنها كانت كما ذكر ابن دقماق منشأة قبله بأزمان باسم منية ببيج. (2)
ترعة الضاهر المسماة باسمه في الوقت الحاضر، والتي كان يجب أن تسمى ترعة الظاهر، كما هو الحال في مسجده القائم بالقاهرة هي برهان ساطع على أن هذا السلطان لم يطلق اسمه على هذه الترعة إلا لأنه أجرى بها بعض الأعمال.
وقال ابن مماتي المتوفى سنة 606ه (1209م) في كتابه: «قوانين الدواوين» بمناسبة ذكر هذه المرحلة:
رأيت جماعة من أهل الخبرة وذوي المعرفة يقولون: إنه إذا عملت من قبالة منية ببيج إلى ببيج زلاقة مثل زلاقة أخنويه (ويقيننا أنه يقصد بذلك عمل سد) استمر الماء جاريا فيه (أي خليج الإسكندرية)، إلى الإسكندرية صيفا وشتاء، ورويت البحيرة جميعها، وحوف رمسيس والكفور الشاسعة، وزرع عليه القصب والقلقاس والنيلة، وأنواع زراعة الصيفي، وجرى مجرى بحر الشرق والمحلة وتضاعف عبر البلاد وعظم ارتفاعها، وإن الآن إقامة هذه الزلاقة ممكنة، وأسباب عمارتها ميسرة؛ لوجود الحجارة في الربوة والطوب في البحيرة، وإنهم قدروا ما يحتاجون إليه برسم ذلك، فوجدوا فيه ما يناهز عشرة آلاف دينار (6000 جنيه). أ.ه.
ويلوح أن السدود كانت تقام على النيل في الأزمان الغابرة بنفقة أقل منها في أيامنا هذه.
ويقول هذا المؤرخ عينه إن طول خليج الإسكندرية في عصره كان يبلغ من فمه 30630 قصبة، والقصبة المقصودة هنا هي القصبة الحاكمية التي طولها 3,85 من الأمتار. فيكون طول الخليج ما يقرب من 118 كيلو مترا. وامتداد هذه المرحلة الآن لغاية الإسكندرية حسبما هو مرسوم على خريطة مصلحة المساحة 111 كيلومترا.
Página desconocida