كفر وبهم ملجا ومعتصم إلى آخر القصيدة. ثم قال هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فبعث إليه علي(ع) بألف دينار فردها وقال: إنما قلت ما قلت غضبا لله ولرسوله فما آخذ عليه أجرا. فقال علي(ع) نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما أعطينا. فقبلها الفرزدق.
أمام الأئمة زيد بن علي عليهم السلام
(( المظلوم من أهل بيتي سمي هذا، والمقتول في الله والمصلوب من أمتي سمي هذا )) وأشار صلى الله عليه وآله وسلم إلى زيد بن حارثة ثم قال: (( أدن مني يازيد زادك الله حبا عندي فإنك سمي الحبيب من ولدي )) (1).
نبذة عن حياته
ولد عليه السلام سنة خمس وسبعين تام الخلقة، ابيض الوجه، مقرون الحاجبين، عريض الصدر. تربى ونشأ في حجر والده زين العابدين وفتح عيناه على مفاسد بني أمية منذ صباه وعاش مع أهل بيته مآسي الظلم والفساد من حكامهم. توفي والده (ع) فأكمل تعليمه على يد أخيه محمد الباقر(ع)، وعكف على القرآن وتدبره ثلاث عشرة سنة حتى ذاع صيته. عرف بحليف القرآن وشبيه أمير المؤمنين (ع) في الفصاحة والبلاغة . أثنى عليه علماء عصره وعرفوا فضله. قال أبو حنيفة: (( شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه منه ولا أعلم ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا، لقد كان منقطع النظير )).
وقال الشعبي: (( ما ولدت النساء أفضل من زيد بن علي ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد )).
وقال الباقر: (( لقد أوتي زيد علما لدنيا فاسألوه فإنه يعلم مالا نعلم )).
قال خالد بن صفوان: (( انتهت الفصاحة والخطابة والزهادة والعبادة من بني هاشم إلى زيد بن علي صلوات الله عليهم أجمعين. لقد شهدته عند هشام بن عبد الملك وهو يخاطبه وقد تضايق به مجلسه )) (2).
Página 75