Purificación de los Profetas
تنزيه الأنبياء
قراءته ويلغون فيها وقيل أيضا إنه (ع) كان إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الآيات وأتى بكلام على سبيل الحجاج لهم فلما تلا أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى قال (ص) تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى على سبيل الإنكار عليهم وإن الأمر بخلاف ما ظنوه من ذلك وليس يمتنع أن يكون هذا في الصلاة ح كان مباحا وإنما نسخ من بعد وقيل إن المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء مثل ذلك في بعض الحديث فتوهم المشركون أنه يريد آلهتهم وقيل إن ذلك كان قرآنا منزلا في وصف الملائكة فتلاه الرسول (ص) فلما ظن المشركون أن المراد به آلهتهم نسخت تلاوته وكل هذا يطابق ما ذكرناه من تأويل قوله إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته لأن بغرور الشيطان ووسوسته أضيف إلى تلاوته (ع) ما لم يرده بها وكل هذا واضح بحمد الله تعالى مسألة فإن قيل فما تأويل قوله تعالى وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه أوليس هذا عتابا له (ص) من حيث أضمر ما كان ينبغي أن يظهره وراقب من لا يجب أن يراقبه فما الوجه في ذلك الجواب قلنا وجه هذه الآية معروف وهو أن الله تعالى لما أراد نسخ ما كانت عليه الجاهلية من تحريم نكاح زوجة الدعي والدعي هو الذي كان أحدهم يجتبيه ويربيه ويضيفه إلى نفسه على طريق البنوة وكان من عادتهم أن يحرموا على أنفسهم نكاح أزواج أدعيائهم كما يحرمون نكاح أزواج أبنائهم فأوحى الله تعالى إلى نبيه (ص) أن زيد بن حارثة وهو دعي رسول الله (ص) سيأتيه مطلقا زوجته وأمره أن يتزوجها بعد فراق زيد لها ليكون ذلك ناسخا لسنة الجاهلية التي تقدم ذكرها فلما حضر زيد مخاصما زوجته عازما على طلاقها أشفق
Página 109