Purificación de los Profetas
تنزيه الأنبياء
لقطعنا منه الوتين وقوله تعالى سنقرئك فلا تنسى على أن من يجيز السهو على الأنبياء (ع) يجب أن لا يجيز ما تضمنته هذه الرواية المنكرة لما فيها من غاية التنفير عن النبي (ص) لأن الله تعالى قد جنب نبيه (ص) من الأمور الخارجة عن باب المعاصي كالغلطة والفظاظة وقول الشعر وغير ذلك مما هو دون مدح الأصنام المعبودة دون الله تعالى على أنه لا يخلو (ع) وحوشي مما قذف به من أن يكون تعمد ما حكوه وفعله قاصدا أو فعله ساهيا ولا حاجة بنا إلى إبطال القصد في هذا الباب والعمد لظهوره وإن كان فعله ساهيا فالساهي لا يجوز أن يقع منه مثل هذه الألفاظ المطابقة لوزن السورة وطريقها ثم لمعنى ما تقدمها من الكلام لأنا نعلم ضرورة أن من كان ساهيا لو أنشد قصيدة لما جاز أن يسهو حتى يتفق منه بيت شعر في وزنها وفي معنى البيت الذي تقدمه وعلى الوجه الذي يقتضيه فائدته وهو مع ذلك يظن أنه من القصيدة التي ينشدها وهذا ظاهر في بطلان هذه الدعوى على النبي (ص) على أن الموحي إليه من الله النازل بالوحي وتلاوة القرآن جبرئيل (ع ) وكيف يجوز السهو عليه على أن بعض أهل العلم قد قال يمكن أن يكون وجه التباس الأمر أن رسول الله (ص) لما تلا هذه السورة في ناد غاص بأهله وكان أكثر الحاضرين من قريش المشركين فانتهى إلى قوله تعالى أفرأيتم اللات والعزى وعلم من قرب مكانه منه من قريش أنه سيورد بعدها ما يسوؤهم به فيهن قال كالمعارض له والراد عليه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فظن كثير ممن حضر أن ذلك من قوله (ص) واشتبه عليهم الأمر لأنهم كانوا يلغطون عند قراءته (ص) ويكثر كلامهم وضجاجهم طلبا لتغليطه وإخفاء قراءته ويمكن أن يكون هذا أيضا في الصلاة لأنهم كانوا يقربون منه (ص) في حال صلاته عند الكعبة ويسمعون
Página 108