Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Géneros
ولتعلموا أرشدنا الله وإياكم أن هذه النكتة الغريبة في أمر النسيان ، الذي خلص هذه القصة من التخيلات الفاسدة ، والآراء المضطربة ، قد تقدم إليها غير واحد من العلماء وذكرها ، لا سيما مشايخ الصوفية ، فإنهم على هذه القولة عولوا ، لكنهم لم يتخلصوا منها كل التخلص بل نزهوه عنها تنزيها جمليا غير مفصل بمثل هذا التفصيل.
ولقد تحيرت في إثبات هذا التخلص ، على هذا الوجه منذ سنين لمعارضة هذا النسيان ، بذكر المعصية والغواية والظلم ، حتى تذاكرت يوما فيها مع الفقيه العالم المتفنن أبي العباس أحمد بن محمد اللخمي (1) أدام الله كرامته فكان منه في درج المذاكرة ما يليق بمثله من التنبيه فيها على بعض نكت نادرة مؤيدة بالتوفيق الرباني ، فثلج بها الصدر إذ لا يصح سواها كما قدمناه.
وأخبرني مع ذلك أنه أتعبه النظر في حل مشكلاتها مدة طويلة ، حتى فتح عليه ، فشارك بحمد الله ، وأعان على ما كان تعذر منها ، بارك الله له فيما منحه ، وبارك لنا في حياته وبقائه وصحة معاملته ومعونته.
فانظر أيها اللبيب الفطن إليها ، نظر المتناصف ، ولا تعدل عن هذا الشرح إلى سواه ، لئلا يفتح عليك باب من الفساد ولا يمكنك سده ، فإنه إذا جوزت عليه المعصية المنهي عنها شرعا جازت على من بعده من الأنبياء عليهم السلام . وإذا لم تجز عليه فأحرى ألا تجوز على من بعده منهم ، لكونهم لم يذكر لواحد منهم معصية في الكتاب ولا في السنة ضمنا ولا تصريحا ، ولا يجوز وقوعها عليهم كما قدمناه.
وكانت وفاة العز في سنة (633). ينظر برنامج شيوخ الرعيني 42 43 وإحالاته.
Página 86