أو أن كتابه من أعظم العبادات والتسبيح يحسن عقيب العبادات، كما يستحب بعد الصلوات، فسبح عقيب فراغه من التصنيف.
أو أنه أراد بذلك الدعاء عند فراغه من كتابه لقوله عز وجل: {دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}، فختم بالتسبيح لله والحمد له، وفيهما معنى الدعاء، كما في قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}، قال الله عز وجل: {فاستجبنا له ونجيناه من الغم}، فالبخاري -رحمه الله- قد يكون دعا الله تعالى بما أحب عقيب ختم الكتاب في تسبيحه لله وحمده إياه وثنائه عليه.
أو أن البخارى اقتدى بما روي عن السلف الصالح في ذلك:
قال إبراهيم بن الأشعث، ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار قال: الأواب الحفيظ الذي لا يقوم من مجلس إلا استغفر الله، يقول: اللهم اغفر لنا ما أصبنا من مجلسنا، سبحان الله وبحمده. خرجه أبو نعيم في كتابه ((الحلية)) لابن الأشعث.
Página 140