Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
التصديق ، وهو العلم بالله وصفاته مع جميع الطاعات الواجبات منها والنوافل ، واجتناب الزلات والمعاصي ، ويجوز أن يقال : الإيمان هو الدين والشريعة والملة ، لأن الدين هو ما يدان به من الطاعات مع اجتناب المحظورات والمحرمات ، وذلك هو صفة الإيمان . وأما الإسلام فهو من جملة الإيمان ، وكل إيمان إسلام وليس كل إسلام إيمانا ، لأن الإسلام هو بمعنى الاستسلام والانقياد ، فكل مؤمن مستسلم منقاد لله تعالى ، وليس كل مسلم مؤمنا بالله ، لأنه قد يسلم مخافة السيف ، فالإيمان اسم يتناول مسميات كثيرة أقوالا وأفعالا ، فيعم جميع الطاعات ، والإسلام عبارة عن الشهادتين مع طمأنينة القلب والعبادات الخمس كذا قاله سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : الإيمان معرفة ) وفي رواية لابن ماجه أيضا يدل ذلك عقد ( بالقلب وقول باللسان ) وهو النطق بالشهادتين كما قاله القسطلاني ( وعمل بالأركان ) والمراد أن الأعمال شرط في كمال الإيمان ، وأن الإقرار اللساني يعرب عن التصديق النفساني كذا قاله العزيزي نقلا عن ابن حجر رواه ابن ماجه والطبراني عن علي ، وهو حديث ضعيف . ( وقال صلى الله عليه وسلم : الإيمان عريان ولباسه التقوى ) وهي تنزيه القلب عن الذنوب ( وزينته الحياء ) أي من الله تعالى في إتيان نهيه ( وثمرته العلم ) أي من العمل ( وقال صلى الله عليه وسلم : لا إيمان لمن لا أمانة له ) أي فإن المؤمن من أمنه الخلق على أنفسهم وأموالهم ، فمن خان وجار فليس بمؤمن . | وأراد صلى الله عليه وسلم نفي الكمال لا الحقيقة رواه أحمد وابن حبان عن أنس . ( وقال صلى الله عليه وسلم : لا يؤمن أحدكم ) إيمانا كاملا ( حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) رواه أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه عن أنس قال إبراهيم الشبرخيتي : ووقع في رواية الإسماعيلي حتى يحب لأخيه المسلم ما يحبه لنفسه من الخير ، والظاهر أن التعبير بالأخ المسلم جرى على الغالب ، لأنه ينبغي لكل مسلم أن يحب للكافر الإسلام ، وما يتفرع عليه من الكمالات وقال النووي في شرح الأربعين وابن العماد : الأول أن يحمل ذلك على عموم الإخوة حتى يشمل الكافر والمسلم ، فيحب لأخيه الكافر ما يحب لنفسه من دخوله في الإسلام ، كما يحب لأخيه المسلم دوامه على الإسلام ، ولهذا كان الدعاء بالهداية للكافر مستحبا ( وقال صلى الله عليه وسلم : الإيمان في صدر المؤمن ، ولا يتم الإيمان إلا بتمام الفرائض والسنن ) أي بأدائهما تأمين ( ولا يفسد الإيمان إلا بجحود الفرائض والسنن ) أي بإنكارهما ( فمن نقص فريضة ) أي واحدة ( بغير جحود ) أي إنكار بفرضيتها ( عوقب عليها ) أي على ترك تلك الفريضة ، أما إذا ترك فريضة مع إنكار وجوبها فقد كفر ( ومن أتم الفرائض ) بأن أداها تامة ( وجبت له الجنة ) ثم إذا أتم السنن فقد زاد في مرتبته في الجنة والله أعلم . ( وقال صلى الله عليه وسلم : الإيمان لا يزيد ولا ينقص ولكن له حد ، أي تعريف بذكر أفراد فروع الإيمان ، فإن نقص في حده ) أي فإن نقص الإيمان فالنقص في حده لا في نفس الإيمان ( وأصله ) أي أصل حد الإيمان ( شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ) والشهادة إخبار الشخص بحق على غيره بلفظ خاص . وأركانها خمسة : شاهد ومشهود له ومشهود عليه ومشهود به ، وصيغة ، فالشاهد هو المسلم ، والمشهود له هو الله سبحانه وتعالى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والمشهود عليه هو المشرك بالله والمنكر لرسالة سيدنا محمد ، والمشهود به ثبوت الألوهية والوحدانية لله سبحانه وتعالى ، وثبوت الرسالة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، والصيغة هي لفظ أشهد أو ترجمته لا غير . ( وإقام الصلاة ) أي الإتيان بها بأركانها وشروطها ( وإيتاء الزكاة ) أي إعطاؤها إلى أهلها بإخراج جزء من المال على وجه مخصوص ( وصوم رمضان ) أي إمساك طاهر من الحيض والنفاس عن شهوة الفم والفرج ، وما يقوم مقامهما كالأنف واللمس المؤدي للفطر في جميع نهار رمضان بنية قبل الفجر ( والحج ) لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من لم تحبسه حاجة ، أي من مرض وظالم ، ولم يحج وله جمع ، أي مال ، فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ) ( وغسل الجنابة فمن زاد في حده ) أي الإيمان ( زادت حسناته ومن نقص فيه ففيه ) أي من نقص في حد الإيمان ، فالنقص في حده قال السيوطي في النقابة : والمؤمن الكامل في إيمانه من كملت فيه شعب الإيمان ، ومن نقصت واحدة منها نقص في إيمانه بحسبها ، وقد أجمع السلف على أن الإيمان يزيد وينقص ، وزيادته بالطاعات ونقصانه بالمعاصي ، وشعب الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون ، كما رواه الشيخان . أو ست وسبعون أو سبع وسبعون كما في الحديث الذي رواه أبو عوانة ، أو أربع وستون كما رواه الترمذي . وقال سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني : ونعتقد أن الإيمان قول باللسان ، ومعرفة بالجنان ، وعمل بالأركان يزيد بالطاعة ، وينقص بالعصيان ، ويقوى بالعلم ويضعف بالجهل ، وبالتوفيق يقع كما روي عن ابن عباس وأبي هريرة وأبي الدرداء أنهم قالوا : الإيمان يزيد وينقص ، وزيادة الإيمان إنما تكون بعد التحقق بأداء الأوامر وانتهاء النواهي ، وبالتسليم في القدر وترك الاعتراض على الله عز وجل في فعله في جميع خلقه ، وترك الشك في وعده في الرزق وبالتوكل عليه والخروج من الحول والقوة والصبر على البلاء والشكر على النعماء والتنزيه للحق ، وترك التهمة له في سائر الأحوال ، وأما بمجرد الصلاة والصيام ، فلا يزيد الإيمان انتهى . | وقال الغزالي والعمل ليس من أجزاء الإيمان وأركان وجوده ، بل هو مزيد عليه يزيد به ، والزائد موجود والناقص موجود والشيء لا يزيد بذاته ، فلا يجوز أن يقال الإنسان يزيد برأسه ، بل يقال : يزيد بلحيته وسمنه ، ولا يجوز أن يقال الصلاة تزيد بالركوع والسجود ، بل تزيد بالآداب والسنن ، فهذا تصريح بأن الإيمان له وجود ، ثم بعد الوجود يختلف حاله بالزيادة والنقصان ( وقال صلى الله عليه وسلم : الإيمان نصفان فنصف في الصبر ) أي عن المحارم ( ونصف في الشكر ) أي العمل بالطاعات رواه البيهقي عن أنس . ( وقال صلى الله عليه وسلم الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن ) رواه البخاري وأبو داود والحاكم عن أبي هريرة ، والإمام أحمد عن الزبير وعن معاوية أي الإيمان يمنع من الفتك الذي هو القتل بعد الأمان غدرا . قوله لا يفتك مؤمن خبر بمعنى النهي ، أي لا يفتك كامل الإيمان والفتك أن يأتي الرجل صاحبه ، وهو غافل فيشد عليه فيقتله وأما الغيلة فهو أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي ( وقال صلى الله عليه وسلم : خلق الله الإيمان وحقه ) أي زينه ( ومدحه بالسماحة والحياء وخلق الله الكفر وذمه بالبخل والجفاء ) أي العقوق ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، أمر الله تعالى بأن يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ) أي زيادة على أصل التوحيد كما قاله القسطلاني . وفي حديث البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يدخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار ، ثم يقول الله تعالى أي للملائكة أخرجوا ، أي من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان ، أي زيادة على أصل التوحيد ، فيخرجون منها قد اسودوا ، فيلقون في نهر الحيا بالقصر أي المطر أو الحياة بالمثناة آخره ، وهو النهر الذي من غمس فيه حيي ، فينبتون كما تنبت الحبة بكسر الحاء ، أي البقلة الحمقاء في جانب السيل ) . |
1 ( الباب السادس في فضيلة الوضوء ) 1
روي عن الضحاك عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال : قال رسول الله صلى
Página 17