Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
: ( بسم الله الرحمن الرحيم أعيذك بالله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد من شر ما تجد ) قالها مرارا ودخل صلى الله عليه وسلم على علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو مريض فقال له : ( قل اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبرا على بليتك أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك فإنك ستعطى إحداهن ) ( قال النبي عليه السلام : عودوا المريض ) بضم العين والدال بينهما واو ، أي زوروه ( واتبعوا الجنازة ) بسكون المثناة الفوقية وفتح الموحدة التحتية ( تذكركم الآخرة ) أي أحوالها وأهوالها ، والأمر للندب رواه أحمد وابن حبان والبيهقي عن أبي سعيد الخدري ( وقال صلى الله عليه وسلم : عائد المريض ) أي الذي تطلب عيادته ( يمشي في مخرفة الجنة ) فالمخرفة بفتح الميم البستان والجمع مخارف ، أي يمشي في التقاط فواكه الجنة ، ومعناه أن العائد فيما يجوزه من الثواب كأنه على نخل الجنة يخترف ، أي يجني ثمارها من حيث إن فعله يوجب ذلك ( حتى يرجع ) رواه مسلم عن ثوبان عتيق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي الدرر المنتثرة للسيوطي ثلاث لا يعاد صاحب الرمد وصاحب الضرس وصاحب الدمل رواه البيهقي في الشعب وضعفه من حديث أبي هريرة ( وقال عليه الصلاة والسلام : عيادة المريض أول يوم ) أي زمان ( فريضة وما بعدها سنة ) والمراد بالفرض والسنة هنا بحسب المروءة أو الأخلاق الجميلة لا بحسب الشرع كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : عيادة المريض مرة سنة ، فما ازدادت فنافلة ، أي زائدة في السنة ( وقال عليه الصلاة والسلام : لا تجب عيادة المريض إلا بعد ثلاثة أيام ) أي لا تطلب طلبا مؤكدا إلا بعدها أو لا تجب بحسب المروءة والعرف إلا بعدها كما في الإحياء . | وروي أنه قال عليه الصلاة والسلام : ( عيادة المريض بعد ثلاث فواق ناقة ) وفي حديث الديلمي عن ابن عمر عيادة المريض أعظم أجرا من اتباع الجنازة ، أي لأن فيها جبر خاطر المريض وأهله . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من عاد مريضا صالحا خرج معه سبعون ملكا يستغفرون له ، ويخرجون من بيت المريض معه ويدخلون إلى بيته ) وفي الإحياء عنه صلى الله عليه وسلم من عاد مريضا قعد في مخارف الجنة حتى إذا قام وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى الليل . ( وقال عليه السلام : من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة ) بضم الخاء المعجمة وتفتح والراء ساكنة ، أي فيما يخترف من التمر شبه ما يحوزه العائد من الثواب بما يحوزه المخترف من الثمر . وقيل : المراد بالخرفة هنا الطريق . رواه مسلم عن ثوبان مولى المصطفى صلى الله عليه وسلم . ( وقال عليه السلام : عائد المريض يخوض ) أي يمشي ( في رحمة الله تعالى فإذا جلس عنده ) أي المريض ( انغمس فيها ) أي تلك الرحمة ، وفي رواية للإمام أحمد والطبراني عائد المريض يخوض في الرحمة ، فإذا جلس عنده غمرته الرحمة ( وقال عليه السلام : عدم عيادة المريض أشد ) أي أكثر ألما ( عليه من مرضه ) وفي حديث صحيح للديلمي عن أبي أمامة الباهلي إذا عاد أحدكم مريضا فلا يأكل عنده شيئا فإنه حظه من عيادته ، أي فيكره للعائد أكل شيء عند المريض ، فإن أكل عنده فلا ثواب له في العبادة قال المناوي : ويظهر أن مثل الأكل شرب نحو السكر ، فهو محبط لثواب العيادة كذا في السراج المنير ( وقال عليه السلام : العيادة فواق ناقة ) رواه البيهقي عن أنس بن مالك ، أي زمان عيادة المريض قدر فواق ناقة ، وهو ما بين الحلبتين والفواق بضم الفاء وفتحها الزمان الذي بين الحلبتين ، لأن الناقة تحلب ، ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر وتحلب . وفي رواية للديلمي عن جابر أفضل العيادة أجرا سرعة القيام من عند المريض ، وهو حديث ضعيف ، أي أفضل زيارة المريض أن يكون قعود العائد عنده فواق ناقة ، لأنه قد يبدو للمريض حاجة ، وهذا في غير متعهده ومن يأنس به كذا في السراج المنير . وقال طاوس : أفضل العيادة أخفها . ( وقال عليه السلام : ومن تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده على وجهه أو على يده فيسأله كيف هو وتمام تحيتكم بينكم المصافحة ) أي عند الملاقاة بعد السلام رواه أحمد والطبراني عن أبي أمامة بإسناد ضعيف ، وهذا تمام الحديث الذي أوله عائد المريض يخوض في الرحمة ، وفي حديث صحيح في رواية الحاكم عن ابن عمرو بن العاص : إذا عاد أحدكم مريضا فليقل : اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا أو يمشي لك إلى صلاة ، وفي رواية إلى جنازة ، أي إذا زار مسلما في مرضه فليقل في دعائه له ندبا : اللهم اشف عبدك إلى آخره . قوله : ينكأ بفتح المثناة التحتية وسكون النون وفتح الكاف وبالهمزة وتركه ، أي يجرح ويؤلم من النكاية بكسر النون ، وهي القتل والإثخان وقوله عدوا ، أي من الكفار أما إذا عاد كافرا فلا يمكن الدعاء له بذلك ، وإن جازت عيادته . |
1 ( الباب السابع والثلاثون في فضيلة ذكر الموت ) 1
قال الغزالي : الناس إما منهمك أو تائب ، وإما مبتدىء أو عارف ، أما
Página 69