Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
لزم شيئا عرف به . ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : كثرة الضحك تميت القلب ) أي تورث الضغينة في بعض الأحوال ، وتسقط المهابة والوقار ، وذلك لأن الضحك يدل على الغفلة عن الآخرة كذا في الإحياء ( وقال صلى الله عليه وسلم : الضحك في المسجد ظلمة في القبر ) أي يورث ظلمة القبر ، فإنه يميت القلب وينسي ذكر الرب رواه الديلمي عن أنس ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك قهقهة فقد نسي بابا من العلم ) وفي الإحياء : قال صلى الله عليه وسلم مرة لصهيب وبه رمد وهو يأكل تمرا : ( أتأكل تمرا وأنت أرمد ) ؟ فقال : إنما آكل بالشق الآخر يا رسول الله . فتبسم صلى الله عليه وسلم قال بعض الرواة حتى نظرت إلى نواجذه ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك قهقهة فقد مج من العقل مجة ) وفي المستطرف عن علي : ما مزح أحد مزحة إلا مج الله من عقله مجة ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك كثيرا في الدنيا بكى كثيرا في الآخرة ) وقال يوسف بن أسباط : أقام الحسن ثلاثين سنة لم يضحك . وقيل : أقام عطاء السلمي أربعين سنة لم يضحك ( وقال صلى الله عليه وسلم : من ضحك قهقهة لعنه الجبار ومن ضحك كثيرا استحق به النار ) وفي رواية هناد بن السري عن الحسن البصري : الضحك ضحكان ضحك يحبه الله وضحك يمقته الله ، فأما الضحك الذي يحبه الله فالرجل يكشر في وجه أخيه لحداثة عهد به وشوقا إلى رؤيته . وأما الضحك الذي يمقت الله تعالى عليه ، فالرجل يتكلم بالكلمة الجفاء والباطل ليضحك أو ليضحك يهوي بها في جهنم سبعين خريفا . والمعنى الضحك نوعان ضحك يثيب الله عليه ، وضحك يبغض الله صاحبه ، أي يعاقبه إن شاء ، فأما الضحك الذي يثيب الله عليه ، فضحك الإنسان الذي يكشر عن أسنانه ، ويبتسم في وجه أخيه في الدين لحداثة لقائه ، ولشوق إلى رؤيته ، وأما الضحك الذي يبغض الله تعالى عليه ، فهو الضحك المتسبب عن تكلم الرجل الذي يتكلم بالكلمة الفاسدة ليضحك هو ، أو ليضحك غيره يسقط إلى السفل بسببها في جهنم يوم القيامة سبعين سنة . | قوله يكشر بكسر شين معجمة أي يظهر أسنانه . قوله ليضحك أو ليضحك بمثناة تحتية فيهما مفتوحة في الأول مضمومة في الثاني ( وقال صلى الله عليه وسلم : من كثر ضحكه كثر خطؤه ) وقال عمر رضي الله عنه : من كثر ضحكه قلت هيبته ، ومن مزح استخف به ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثر سقطه ، ومن كثر سقطه قل حياؤه ، ومن قل حياؤه قل ورعه ، ومن قل ورعه مات قلبه ، وقال علي رضي الله عنه : إياك أن تذكر من الكلام ما يكون مضحكا وإن حكيت ذلك عن غيرك ( وقال صلى الله عليه وسلم : من كثر ضحكه يستخف به الناس ) وفي حديث أحمد وأبي داود والترمذي والحاكم عن معاوية بن حيدة بإسناد قوي ويل للذي يحدث فيكذب في حديثه ليضحك به القوم ، ويل له ويل له كرره إيذانا بشدة هلكته . ( وقال صلى الله عليه وسلم : من تكلم بكلمة حتى يضحك بها جلساءه ) فحتى بمعنى كي ( عذبه الله تعالى ) وفي نسخة كبه الله أي ألقاه ( في النار ) قال الغزالي : المراد ما فيه إيذاء مسلم ونحوه دون مجرد المزاح المباح ، وفي رواية للترمذي وابن ماجه والحاكم عن أبي هريرة إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ، والمعنى إن الإنسان ليتكلم بالكلمة لا يظن أنها ذنب يؤاخذ به يضحك بها القوم يسقط بسببها في جهنم سبعين عاما ( وقال صلى الله عليه وسلم : ضحك الأنبياء تبسم ) أي وهو الذي ينكشف فيه السن ، ولا يسمع له صوت كذا في الإحياء ( وضحك الشيطان قهقهة ) فالتبسم مبادي الضحك ، والضحك انبساط الوجه حتى تظهر الأسنان من السرور ، فإن كان بصوت ، وكان بحيث يسمع من بعد فهو القهقهة ، وإلا فالضحك وإن كان بلا صوت ، فهو التبسم كذا أفاد العزيزي نقلا عن بعضهم وقيل : إن يحيى بن زكريا لقي عيسى عليه السلام . فقال يحيى : ما لي أراك لاهيا كأنك آمن ؟ فقال له عيسى : ما لي أراك عابسا كأنك آيس ؟ فقال : لا نبرح حتى ينزل علينا الوحي فأوحى الله إليهما أن أحبكما إلي أحسنكما ظنا بي ، ويروى أن أحبكما إلي الطلق البسام . |
1 ( الباب السادس والثلاثون في فضيلة عيادة المريض ) 1
قال عثمان رضي الله عنه مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
Página 68