Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
من ابتدائه ، وهو مخير في صيغته إما أن يدخل الألف واللام فيقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، أو يحذفهما فيقول : سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ولا يزيد على ذلك ، والسنة أن يسلم الماشي على الجالس ، والراكب على الماشي وسلام الواحد من الجماعة على غيرهم يجزىء ، وكذلك رد الواحد من الجماعة يجزىء ، ولا يجوز البداءة بالسلام على المشرك ، فإن بدأ مشرك رد عليه بأن يقول وعليك ، وأما رده على المسلم فيقول : وعليكم السلام كما قال وإن زاد إلى قوله وبركاته كان أولى ، وإن قال مسلم لمسلم لم يجبه ويعرفه أنه ليس بتحية الإسلام ، لأنه ليس بكلام تام ويستحب للنساء السلام بعضهن على بعض ، وأما سلام الرجل على المرأة الشابة فمكروه ، وإن كانت برزة فلا حرج ، وأما السلام على الصبيان فمستحب ، لأن فيه تعليم الأدب لهم ، وكذلك يستحب لمن قام من المجلس أن يسلم على أهله ، وكذلك إذا سلم على رجل ، ثم التقاه ثانيا سلم عليه ، ولا يسلم على المتلبسين بالمعاصي كمن اجتاز على قوم يلعبون بالشطرنج والنرد ، ويشربون الخمر ويلعبون بالجوز والقمار ، ويستحب للمسلم المصافحة لأخيه ، ولا ينزع الآخر يده إذا كان هو المبتدىء ، وإن تعانقا وقبل أحدهما رأس الآخر ويده على وجه التبرك جاز ، وأما تقبيل الفم فمكروه انتهى . ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : السلام قبل الكلام ) رواه الترمذي عن جابر ، وهو حديث صحيح قال العزيزي يحتمل أن المعنى يندب السلام قبل الشروع في الكلام لأنه تحية هذه الأمة ، فإذا شرع المقبل في الكلام فات محله . وقال النووي : والسنة أن المسلم يبدأ بالسلام قبل كل كلام ( وقال صلى الله عليه وسلم : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ) فيه حث على السلام وزجر عن ترك رواه الطبراني عن ابن عمر بن الخطاب ( وقال صلى الله عليه وسلم : من بدأ بالسلام ) أي على من لقيه أو قدم عليه ( فهو أولى بالله ورسوله ) رواه أحمد عن أبي أمامة قال العزيزي : يحتمل أن المراد أولى بأمان الله وأمان رسوله ، أي أولى لأن يرد عليه من سلم عليه ويؤمنه ، لأن السلام معناه الأمان ، فيجب الرد والله أعلم اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : السلام من أسماء الله تعالى وضعه الله في الأرض فأفشوه ) بقطع الهمزة ، أي أظهروه بينكم أن تسلموا على كل ما لقيتموه من المسلمين ممن يشرع عليه السلام ( فإن الرجل المسلم إذا مر بقوم فسلم عليهم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة بتذكيره إياهم السلام ، فإن لم يردوا عليه رد من هو خير منهم وأطيب ) رواه البزار والبيهقي عن ابن مسعود وهو حديث صحيح . | قوله من هو خير منهم هم الملائكة الكرام فخواص الملائكة أفضل من عوام البشر ، وفي الحديث أن بدء السلام ، وإن كان سنة أفضل من جوابه ، وإن كان واجبا كذا أفاده العزيزي ( وقال صلى الله عليه وسلم : إن أولى الناس بالله ) أي برحمته وكرامته ( من بدأهم بالسلام ) أي عند الملاقاة والمفارقة ، لأنه السابق إلى ذكر الله ومذكرهم رواه أبو داود عن أبي أمامة ، وهو حديث صحيح ( وقال صلى الله عليه وسلم : رأس التواضع الابتداء بالسلام ) قال النووي : الرجل المسلم الذي ليس بمشهور بفسق ولا بدعة يسلم ويسلم عليه ، فيسن له السلام ويجب الرد عليه ، وأما المبتدع ومن اقترف ذنبا عظيما ولم يتب منه ، فينبغي أن لا يسلم عليه ، ولا يرد عليه السلام كذا قاله البخاري وغيره من العلماء اه . وقال سيدي الشيخ عبد القادر : ولا يهجر المسلم أخاه فوق الثلاث ، إلا أن يكون من أهل البدع والضلال والمعاصي ، فمستحب استدامة الهجر لهم وبالسلام يتخلص من إثم الهجر للمسلم اه . ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا التقى المسلمان أقربهما إلى الله تعالى من بدأ بالسلام ) وفي رواية لأبي داود عن البراء بن عازب إذا التقى المسلمان فتصافحا ، وحمدا الله واستغفرا غفر لهما وهذا حديث حسن ، وقوله المسلمان يشمل الذكرين والأنثيين ، والذكر ومحرمه وحليلته ، ويستثنى من هذا الحكم الأمرد الجميل الوجه ، فتحرم مصافحته ومن به عاهة كالأبرص والأجذم ، فتكره مصافحته ، وفي رواية الحكيم الترمذي عن ابن عمر إذا التقى المسلمان ، فسلم أحدهما على صاحبه كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا بصاحبه ، فإذا تصافحا أنزل الله عليهما مائة رحمة للبادي تسعون ، وللمصافح عشرة . قوله بشرا بكسر الموحدة ، أي طلاقة الوجه وبشاشته . قوله للبادي تسعون ، أي البادىء بالسلام والمصافحة تسعون . | قوله وللمصافح عشرة بفتح الفاء ، وفي ذلك أن المندوب قد يفضل الواجب ( وقال صلى الله عليه وسلم : إذا دخلتم في مجلس فسلموا وإذا خرجتم فسلموا ) أي فيندب السلام عند ملاقاة المسلم ، وعند مفارقته بذلا للأمان ، وإقامة لشعائر أهل الإيمان . كذا قاله العزيزي . وقال النووي : يستحب إذا دخل بيته أن يسلم ، وإن لم يكن فيه أحد ، وليقل السلام علينا ، وعلى عباد الله الصالحين ، وكذا إذا دخل مسجدا أو بيتا لغيره ليس فيه أحد يستحب أن يسلم ، وأن يقول : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، ويستحب لمن سلم على إنسان ، فلم يرد عليه أن يقول له بعبارة لطيفة رد السلام واجب ، فينبغي لك أن ترد حتى يسقط عنك الفرض ، والله أعلم . وفي رواية البيهقي عن قتادة إذا دخلتم بيتا فسلموا على أهله ، فإذا خرجتم فأودعوا قبله بالسلام ، وهذا حديث ضعيف ، أي إذا وصل أحد إلى محل فيه مسلمون ، فالتصبر بالدخول وبالبيت وبالجمع غالي ( وقال صلى الله عليه وسلم : أبخل الناس من بخل بالسلام ) وقال ابن حجر في تنبيه الأخيار ، ويحرص أن يسلم في كل يوم على عشرة من المسلمين وأن يكون هو المبتدىء ، فإنه أفضل من الرد وصيغته الكاملة السلام عليكم ، ولو لواحد ورحمة الله وبركاته ، ويريد الراد ومغفرته ورضوانه ، ومر صلى الله عليه وسلم على صبيان فقال : السلام عليكم يا صبيان وفي الحديث إذا التقى المسلمان فتصافحا ، وحمدا الله وصليا على النبي صلى الله عليه وسلم ، واستغفرا وضحك كل منهما في وجه صاحبه غفر الله لهما ، ونزل عليهما مائة رحمة للبادي تسعون ، وللمصافح عشرة ويقدم السلام على المصافحة اه . ( وقال النبي صلى الله عليه وسلم : السلام تحية لملتنا ) أي سبب لبقاء الألفة بين أهلها ( وأمان لذمتنا ) فإذا سلم المسلم على المسلم اطمأن وزال روعه ( قال الله تعالى : وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ) وروى أبو داود والترمذي عن عمران بن الحصين قال : جاء رجل أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم فرد عليه ، ثم جلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عشر ) ثم جاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه فجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عشرون ) . ثم جاء رجل آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه فجلس فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثون ) أي ثلاثون حسنة ، وفي رواية لأبي داود من رواية معاذ بن أنس زيادة على هذا قال : ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، ومغفرته ، فرد عليه فقال : ( أربعون ) وقال : ( هكذا تكون الفضائل ) وفي كتاب ابن السني بإسناد ضعيف عن أنس قال : كان رجل يمر على النبي صلى الله عليه وسلم يرعى دواب أصحابه ، فيقول : السلام عليك يا رسول الله فيقول له النبي صلى الله عليه وسلم : ( وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ومغفراته ورضوانه ) فقيل : يا رسول الله تسلم على هذا سلاما ما تسلمه على أحد من أصحابك ؟ قال : ( وما يمنعني من ذلك وهو يتصرف بأجر بضعة عشر رجلا ) كذا في الأذكار للنووي والغنية للشيخ عبد القادر الجيلاني . |
Página 38