Tanqueo de la decisión diligente sobre la explicación de los principios del hadiz
تنقيح القول الحثيث بشرح لباب الحديث
Investigador
بدون
Editorial
مطبعة مصطفى البابي الحلبي
Número de edición
الرابعة
Año de publicación
1377هـ / 1957م
Ubicación del editor
القاهرة / مصر
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به ) كذا في الإحياء ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : قال الله تعالى ) في الحديث القدسي . والفرق بينه وبين القرآن أن القرآن نزل للإعجاز بأقصر سورة بخلاف ذلك ، فإنه ليس للإعجاز ، وكل من القرآن والأحاديث يتعبد بقراءته ( الصوم لي وأنا أجزي به ) بفتح الهمزة وسكون الياء ، أي جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وقيل معنى ذلك أن الصيام أحب العبادات إلي ، والمقدم عندي رواه الطبراني عن أبي أمامة بإسناد حسن ( وقال صلى الله عليه وسلم : للصائم فرحتان يفرح بهما فرحة عند إفطاره ) أي بزوال جوعه وعطشه حين أبيح له الفطر . وقيل : إن فرحه بفطره إنما هو من حيث إنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه ( وفرحة عند لقاء ربه ) أي يوم القيامة قال وهب بن منبه ليس للمؤمن راحة دون لقاء ربه ، أي بحصول الجزاء والثواب أو بالنظر إلى وجه ربه انتهى ( وقال صلى الله عليه وسلم : لخلوف ) بضم الخاء المعجمة واللام وسكون الواو ، وبعدها فاء واللام جواب قسم وهو قوله صلى الله عليه وسلم قبله : ( والذي نفس محمد بيده ) أي بقدرته وتصريفه لخلوف ( فم الصائم ) أي تغيره ( أطيب عند الله من ريح المسك ) أي ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك عندكم . وقيل : المراد أن الله يجزيه في الآخرة فتكون نكهته أطيب من ريح المسك . وقيل : المراد أن صاحبه ينال من الثواب ما هو أفضل من ريح المسك ، ورجح النووي أن معنى ذلك أن الخلوف أكثر ثوابا من المسك المندوب إليه في الجمع ، ومجالس الذكر ، وهو حمل معنى الطيب على القبول والرضا ، وقد نقل القاضي حسين أن للطاعات يوم القيامة ريحا يفوح ، فرائحة الصيام فيها بين العبادات كالمسك ( وقال صلى الله عليه وسلم : عليكم بالغنيمة الباردة ) أي الزموها ( قالوا يا رسول الله وما الغنيمة الباردة ؟ قال : الصوم في الشتاء الغنيمة الباردة . وقال صلى الله عليه وسلم : من صام يوما من رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ) والمراد الصغائر ( فإذا تم رمضان لا يكتب عليه ذنب إلى الحول الآخر ، فإن مات قبل رمضان آخر جاء يوم القيامة وليس عليه ذنب ) أي من الصغائر المتعلقة بحق الله تعالى وجملة قوله ، وليس عليه ذنب حالية من فاعل جاء ، فالواو للحال وفي رواية من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، رواه الخطيب عن ابن عباس . قوله إيمانا ، أي اعتقادا بحق فرض الصوم ، قوله واحتسابا أي طالب الثواب من الله تعالى ( وقال صلى الله عليه وسلم : لو أذن الله للسموات والأرض أن تتكلما لقالتا بشرى ) مبتدأ ونعتها محذوف أي بشرى عظيمة ( لمن صام رمضان بالجنة وقال صلى الله عليه وسلم : الصيام جنة ) بضم الجيم أي سترة ( من النار كجنة أحدكم من القتال ) أي كالدرع المانع من القتل في القتال وحسبك به فضلا للصائم ، رواه ابن ماجه عن عثمان بن أبي العاص ، وهو حديث صحيح ، وفي لفظ الصوم جنة أحدكم من النار كدرع أحدكم في القتال ( وقال صلى الله عليه وسلم : الصائم إذا أفطر صلت عليه الملائكة ) أي دعت له بالبركة أو استغفرت له ( حتى يفرغ وقال صلى الله عليه وسلم : لكل شيء زكاة ) أي صدقة ( وزكاة الجسد الصوم ) رواه ابن ماجه عن أبي هريرة والطبراني عن سهل بن سعد ، وإنما كان الصوم زكاة البدن لأنه سر من أسرار الله تعالى ، وسبب لنحول الجسد وزيادة بركته ، وخيره المعنوي فأشبه الزكاة المالية ، فإنها وإن نقصته حسا زادته بركة ، فكذلك الصوم ( وقال صلى الله عليه وسلم : نوم الصائم ) أي فرضا أو نفلا ( عبادة ) وفي لفظ نوم العالم عبادة ، فيحتمل أنها رواية ، ويحتمل أن أحد اللفظين سبق قلم كذا أفاد العزيزي ( وصمته تسبيح ) أي بمنزلة التسبيح ( وعمله مضاعف ) الحسنة بعشر إلى ما فوقها ( ودعاؤه مستجاب وذنبه مغفور ) أي ذنوبه الصغائر رواه البيهقي عن عبد الله بن أبي أوفى ، وهو حديث ضعيف ، وفي لفظ ونفسه تسبيح وكلامه صدقة انتهى . وهذا في صائم لم يخرق صومه بنحو غيبة ، فالنوم وإن كان عين الغفلة يصير عبادة ، لأنه يستعين به على العبادة . |
1 ( الباب الرابع عشر في فضيلة الفريضة ) 1
من صلاة وما معها ( قال النبي صلى الله عليه وسلم : بني الإسلام )
Página 30