============================================================
التمهيد فى اصول الدين الدعوى ممتتعة كدعوى "زراذشت(1) بصانعين عاجزين! ودعوى مانى،(2) بأصلين قديمين: النور والظلمة! مع ما فى العقول مسن تقرر استحالتهما، كان يجب الرد بأول ما قرعت الدعوى السماع لا الاشتغال بطلب البرهان؛ إذ لا دلالة تقوم على تصحيح الممتع إلا اذا أريد بذلك تاكيذ فى إظهار كذبه، اذ من المعلوم الذى لا ريب فيه أنه لا يتمكن من اقامة الدليل فينهنك ستره حيننذ ويفتضح فى دعواه، وان كانت دعواه (1) هو زرلدشت - بالشين - ين يورشب، ظهر فى زمان كشتاسب ين لهر اسب الملك، وأبسوه كان من أذربيجان، وامه من الرى ، واسمها: دغدويه، وزعم أصحابه أن لهم أنبياه وملوكا أو لهم كيومرت، وكان أول من ملك الأرض، وكان مقامه باصطضر، وبده أوشنهك بن فرلوك وترك ارض للهد، وكانت له دعوة آثمة، وبعده طمهورث، وظهرت للصابنة لى أول سنة من ملكه، وبده آخوه چم الماك، ثم بده آتبياه وملوك منهم متوجهر، ونزل بابل واقام يه ا، وزعموا أن موسى عليه للسلام ظهر فى زمانه، حتى اتهى للملك إلى كشتاسب بن لهراسي، وظهر فى زمانه زرادشت الحكيم.
وذعموا أن الله عز وجل خلق من وقت ما فى الصحف الأولى والكتاب الأعلى من ملكوته خلقا روحانيا، قلما مضت ثلثة آثاف سنه انفذ مشيته فى صورة من نور متلكلن على تركوب صورة الإتسان... الج. انظر "المال والنحل" للشهر ستانى.
(2) قوله مانى: تتسب إليه الماتوية وهم أصحابه، وهو ماتى بن لماتك الكيم الذى ظهر فى زمان سابور بن آردشير، وقتله بهرام ين هرمز بن سابور، وذلك بط عيسى اين هريم عليه السلام. أحدث دينا بين المجوسية والنصرانية، وكان يقول بنبوة المسيح عليه السلام ولا يقول بتبوة موسى عليه السلام، وزعم أن العالم مصنوع من أصلين قريمين: أدهما نسور، والأفسر ظلمة، وأتهما ازليان لم يزالا ولن يزالا، وانكر وجود شيء إلا من أصل قديم، وزعم انهما لم
Página 74