============================================================
التمهيد فى أصول للدين * فصل فى أن المتولدات مخلوقة لله تعالى ولذا ثبت أن للعبد ليست له قدرة الاختراع ثبت أن ما يوجد من الالم فى المضروب عقيب ضرب الإنسان، والانكسار فى الزجاجة عقيب كسر إنسان، أو من للحركة فى للخشبة عقيب اعتماد الرجل عليها، كل ذلك مخلوق الله تعالى، ولا صنع للعبد فيه؛ لانعدام قسدرة للتخليق، واستحالة اكتساب ما ليس بقائح بمل قدرته(1)، وبطل قول المعتزلة: إن هذه الأشياء متولدة من فعل العبد، وهى فطه مخلوقة مسن قبله، وهو خالقها!
وبطل قول بشر بن المعتمر(2) أحد رؤسائهم: ان السمع والبصر وما وراعهما من الإدراكات، وجميع الألوان والطعوم وللروائح متولدة من فعل الإنسان مخلوفة له مخترعة من جهته!! والذى يوجب بطلان قول المعتزلة: إن الألم لو كان فطا لفاعل سببه وهو الضرب لكان لا يخلو إما: أن فعله بالقدرة التى حصل بها الضرب، واما: أن فعل بقدرة أخرى. وكل ذلك باطل لانعدام التمكن من الامتناع عن حصول الألم بعدما وجد منه الفعل قبل حصول المتولد، والقادر متمكن من الامتتاع وتحصيل ضده قبل حصول الفعل، وكذا الألم لم يوجد بعد موت الجسارح (1) يعنى الالم فى المضروب والاتكسار فى الزجاجة والحركة فى الخشبة، فإنها أعراض لا اكتساب لها لقدرة بل الله الخالق للألم والاتكسار والحركة.
(2) سبق الإشارة إليه وإلى مذهبه وأصحابه البشرية.
Página 108