============================================================
التمهيد فى اصول الدين ح كانت قدرته أيضا ثابتة، فكان الفعل مقدور القادرين ضرورة، والله تعالى للموفق.
وما يزعمون من إثبات اللشركة فذاك كلام صدر عن جهلهم بالشركة، فان اللشركة أن يتفرد كل شريك بما هسو لسه دون شريكه، كشركاء القرية وللمحلة، وكما يفعله المجوس(1)، فان ما هو لأحد الشريكين لم يكن للأخر بوجه من الوجوه. وهو غير ما يقوله المعتزلة لا ما تقوله نحن، فإن ثبوت شىء مضافا إلى ذاتين، إلى كل منهما بجهة لا(2) نعرف شركه، فإن الله تعالى ملك العباد أشياء وتلك الأشياء ملك الله تعالى ملك تليق، ولم يكن العباد شركاء الله تعالى فى الأملاك لما أن ما هو ملك الله تعالى بالتليق عينه ملك العبد لثبوت التصرف فيه، ولم يكن الله تعالى مختصتا بملك شىء والعبد بملك آخر لتثبت الشركة كما هو فى حق شركاء القرية، فكذا ما نحن فيه، وتبين أنهم هم المثبتون لله تعالى شركاء فى العالم لا خصومهم، والله للموفق.
اال وما يزعمون أن من أفعال العباد ما هو قبيح وايجاد القبيح قبيح، قلنا: ومن أفعالهم ما هو حسن، فها جوابكم فيه؟
ثم نقول: لما بينا بالدليل أن ليست للعبد قدرة الإيجاد، ولا موجد للفعل إلا الله تعالى، وثبت أن الله تعالى حكيم ليس بسفيه، ثبت أن ايجاد (1) فاتهم اثبتوا أصلين للعللم هما النور والظلمة الا أن للمجوس الأصلية زعموا أن الأصلين لا يجوز أن يكونا قديمين أزليين، بل النور أزلى، وللظلمة محدثة. انظر الملل وللنحسل" الشهرستانى: (2) فى الأصل (أن) بدل المثبت.
Página 102