أوّلا؛ حكى بعض المؤرخين أنّ بجانب «قفط» قرية يقال لها «قوص»، وأنّها شرعت فى العمارة وشرعت «قفط» فى الخراب، تاريخه (^١) سنة أربعمائة أو ما يقاربها (^٢).
وأخبرنى خطيبها وغيره أنه كان بها أربعون مسبكا (^٣) للسكّر، وستّ معاصر للقصب، وبها قباب بأعالى دورها؛ قالوا: إنّ من ملك عشرة آلاف دينار يجعل له قبّة فى داره (^٤).
ولما ذكر ابن لهيعة كورة إخميم وغيرها قال: وكورة قفط ويليها قوص (^٥)، وهى مدينة العمل الآن، قيل سمّيت باسم رجل يقال له: قوص
_________
- ٥/ ٣٣ حيث ينقل ابن دقماق عن الطالع السعيد، وانظر كذلك: صبح الأعشى ٣/ ٣٧٩، وخطط المقريزى ١/ ٢٣٢، ويقول على مبارك إن قدماء اليونان كانوا يسمونها قبطوس، وأنها تعرف فى مؤلفات كل من الإدريسى وأبى الفداء باسم قفط، وأن القزوينى قد ذكرها بهذا الاسم فى جغرافيته المسماة بعجائب البلدان؛ انظر: الخطط الجديدة ١٤/ ١٠٤، وانظر أيضا: القاموس الجغرافى ٤/ ١٧٧، وقاموس بوانة/ ٥٨٧.
(^١) كذا فى س والتيمورية وج، وفى نسختى ا وب: «وذلك فى تاريخ».
(^٢) روى ابن دقماق أن المدينة خربت فى سنة أربعمائة؛ الانتصار ٥/ ٢٨، والمقريزى يقول: «إنما بدأ خرابها بعد الأربعمائة»؛ الخطط ١/ ٢٣٢، وذلك كله لا يستقيم مع رواية الرحالة ابن جبير الذى وصف المدينة وصفا رائعا، حينما مر بها فى القرن السادس الهجرى، ومما قاله إنها «من المدن المذكورة فى الصعيد حسنا ونظافة بنيان وإتقان وضع»؛ الرحلة/ ٦٤. وليس فى هذا الوصف ما يشعر بوجود خراب حل بالمدينة، والإدريسى أيضا المتوفى عام ٥٦٠ هـ يقول: «إنها مدينة جامعة متحضرة»، انظر: نزهة المشتاق/ ٤٨، والمدينة كانت عامرة فى القرن الثامن الهجرى كما حدثنا بذلك ابن الجيعان فى التحفة/ ١٩٥، وابن دقماق المتوفى فى أوائل القرن التاسع الهجرى (٨٠٩ هـ) فى الانتصار ٥/ ٣٣، وهو هنا ينقض روايته الأولى التى تزعم أن المدينة خربت فى سنة أربعمائة … !!
(^٣) ذكر المقريزى أن ذلك كان بعد السبعمائة من سنى الهجرة؛ الخطط ١/ ٢٣٢.
(^٤) نقل هذه الرواية عن الأدفوى ابن دقماق والمقريزى؛ انظر المصدرين السابقين.
(^٥) ذكرها ابن واضح اليعقوبى فى البلدان/ ٣٣٤، وقال الإدريسى إنها مدينة كبيرة بها أسواق جامعة وتجارات. وأن هواءها وبائى؛ انظر: نزهة المشتاق/ ٤٩، كما ذكرها الرحالة ناصر خسرو وقال إنها مدينة قديمة محاطة بسور من الحجر، وأكثر أبنيتها من الحجارة الكبيرة، انظر:
سفرنامه/ ٧١، ويقول الرحالة ابن جبير إنها مدينة حفيلة الأسواق، متسعة المرافق، كثيرة الخلق، لكثرة الصادر والوارد من الحجاج والتجار اليمنيين والهنديين وتجار أرض الحبشة، لأنها محط للرحال ومجتمع الرفاق وملتقى الحجاج المغاربة والمصريين والإسكندريين ومن يتصل بهم، ومنها يفوزون بصحراء عيذاب وإليها انقلابهم فى صدرهم من الحج، انظر: الرحلة/ ٦٥، وقد ذكرها أيضا ابن مماتى، انظر:-
1 / 13