(ب) الكوفيون:
تتضع نزعة أبي علي البصرية في كتابه التكملة فهو يشير إلى البصريين بقوله " أصحابنا" (^١) لكن هذا لم يمنعه من الأخذ عن العلماء الكوفيين وإن كان لم يورد مصطلح "الكوفيين" في كتابه صراحة مثل ما فعل حين أورد مصطلح "البصريين" في الكتاب (^٢).
وأبعد الكوفيين أثرًا في كتابه أحمد بن يحيى المعروف بثعلب، الذي كان، يوثق آراءه ويستشهد بها دون أن يرد عليها ولا مرة واحدة، في حين نجده يفعل ذلك مع بعض البصريين كالأصمعي إذ كان يضعف بعض آرائه كما تقدم، وكأبي الحسن الذي بين عجزه في مسألة "أشياء".
ويمكن ملاحظة أثر ثعلب في كثرة ما ينقله عنه أبو علي في كتابه.
وأفادته من ثعلب تأتي بطرق متعددة، فابو علي يعضد أحكامه في التكملة بآراء ثعلب، كما فعل حين نقل رأيه في "واحد وأحد بمعنى واحد" (^٣) ورأيه بهمز كلمة "حم" (^٤)، ونقل عنه تفسير بعض الكلمات، كقول ثعلب: "السدا، ما سقط نهارًا، والندى ما سقط ليلًا" (^٥)، وتفسير معنى "رجل كيصا": إذا كان يأكل وحده" (^٦).
كما أفاد من ثعلب طريقًا للرواية عن العلماء؛ إذ نقل عنه عن الأصمعي قوله: " كل خشبة عند العرب قناة " (^٧).
_________
(^١) انظر مثلًا التكملة ٥٧٣.
(^٢) التكملة ٤٤١.
(^٣) التكملة ٢٧٣.
(^٤) التكملة ٢٩٠.
(^٥) التكملة ٢٨٩.
(^٦) التكملة ٣٣١، وانظر مجالس ثعلب القسم الثاني/ ٣٢٣ - ٣٢٤.
(^٧) التكملة ٢٩٣.
1 / 44