٧ - وأخيرا فقد أفاد منه في تبويب كتابه إذ إنّ نظرة إلى ترتيب موضوعات التكملة والجزء الثاني من كتاب سيبويه توضح أن أبا علي سار على نهج الكتاب من حيث بحثه لنفس الموضوعات وكذلك مواضع ورودها. ومن ذلك موضوعات المذكر والمؤنث، فالنسبة، فالتصغير، فالمقصور والممدود، فالإِمالة، فالمصادر وما اشتق منها، ثم علم حروف الزيادة، ثم التضعيف، ثم الإِدغام.
ويجدر القول أن كتاب سيبويه أشمل وأوسع في بحث الموضوعات وإن كان يبحث في أحيان كثيرة المسألة في غير موضعها، في حين أن كتاب أبي علي أكثر دقة بهذا الخصوص، وأشد اختصارًا، وأوضح عبارة، وقد يكون ذلك متأتيًا عن الحقبة الزمنية التي تفصل بين هذين العالمين، وتطور التأليف النحوي خلالها.
فإذا تجاوزنا الأثر الكبير لكتاب سيبويه في التكملة إلى غير سيبويه من علماء اللغة والنحو البصريين وجدنا مجموعة كبيرة منهم مما يوضح أن أبا علي قرأ كتبهم وعرف آراءهم فنقل عنها.
ويأتي أبو زيد الأنصاري في مقدمة هؤلاء، وقد نص ابن جني على قراءة أبي علي لنوادر أبي زيد؛ إذ قال في الخصائص: "وقرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد قوله:
يبينهم ذو اللب .. البيت (^١).
واسم أبي زيد يتردد في التكملة أكثر من غيره من البصريين. فيما عدا
_________
(^١) المحتسب ١/ ١٨٤، وانظر التكملة الشاهد ٤٤/ ص ٢٩٥، نوادر أبي زيد ١٦١.
أ
1 / 42