بالأمير الجليل قال: "فإني جمعت في هذا الكتاب أبوابًا من العربية متحريًا جمعها على ما أَمر به الأمير الجليل عضد الدولة" (^١).
ووصف صاحب النجوم الزاهرة عضد الدولة بعد دخوله بغداد فقال: "فبلغ من سعة المملكة والاستيلاء على الممالك ما لم يبلغه أحد من بني بويه، ودالت البلاد والعباد، وهو أول من خوطب بالملك (شاهنشاه) في الإِسلام وأول من خطب له على منابر بغداد بعد الخلفاء، وأول من ضربت الدبادب على باب داره" (^٢).
وهذا الوصف يتفق مع ما ورد في مقدمة التكملة (كما أفاض في البلاد عدله، وأوسع العباد فضله، وبث فيهم عرفه وطوله، وقبض عنهم الآراء الجائرة، وكف عنهم الأيدي الغاشمة، حتى ما نجد إلا فقيرًا محبورًا أو غنيًا موفورًا، فإلى الله نبتهل في امتاعه بما خوله وخول به من هذه النعم، وإبقائه عمادًا للدين وجمالًا للدنيا) (^٣).
وكل هذا كلام يوجه لملك يجلس في بغداد "يفيض في البلاد عدله" "ويوسع العباد فضله" لا لأمير يجلس في شيراز، وهي مهما يتسع نفوذه فيها ليست إلا جزءًا يتبع بغداد، يضاف إلى ذلك أن الفارسي ذكر أن عضد الدولة لم يخاطب بالملك "شاهنشاه" إلا في آخر أيامه أي بعد وصوله إلى بغداد وقد ذكر هذا صاحب النجوم الزاهرة: "قال أبو علي الفارسي: منذ تلقب - أي عضد الدولة - شاهنشاه تضعضع أمره، وما كفاه ذلك حتى مدح نفسه فقال:
عضد الدولة وابن ركينها … ملك الأملاك غلّاب القدر (^٤)
_________
(^١) خطبة الإيضاح.
(^٢) النجوم الزاهرة ٤/ ١٤٢.
(^٣) خطبة التكملة ص ١٨١.
(^٤) النجوم الزاهرة ٤/ ١٤٥.
1 / 36